×
محافظة المنطقة الشرقية

تقنية لشحن الهاتف في 30 ثانية

صورة الخبر

حتى قرابة منتصف السبعينات من القرن الميلادي الماضي كانت الحاسة الأمنية داخل الطائرات تقترب من العدم. ولم يأت ذلك من قصور بشري أو إداري، بل من عدم الحاجة إلى التشديدات التي نراها الآن. كان المسافر يأخذ معه الفراش المربوط بإحكام، وربما تنكة أو تنكتين من التمر، ولا تخلو الحقيبة من صرار أو اثنين فيهما بعض الكليجا أو البهارات، ربما أرادها المسافر هدية لقريب أو صديق اعتزم أن ينزل عنده في بلد الوصول. ورأيتُ مرة بعض القرع آثر صاحبها أن يحملها معه لأنها كانت من المواد التي يصعب وضعها في الشنط أو في كراتين. أذكر أننا كنا مسافرين على الطائرة الداكوتا ذات المحركين بين جدة وعنيزة، وكنا ثلاثة من الطلبة الذين كانوا يدرسون، ويسكنون القسم الداخلي، ونحصل على تذاكر زيارة أهلنا في الإجازات. الموضوع هنا انه ذات مرة حدث أن كان يجلس أمامنا شرطي أمن وبجانبه رجل يبدو أنه مرحّل تحت الخفارة، وكان الشرطي يحمل بندقية ب .. "سنكي" وهو الحربة التي عادة ما تأتي بأعلى البندقية. قبل الإقلاع وضع الشرطي سلاحه بطريقة صار رأسها قريباً جداً من وجوهنا.. وخفنا - مع ارتجاج الطائرة - إما أن تنطلق أو - وهو أهون الشرين - تنقلب البندقية فنصاب بتلك الحربة المدببة "السنكي".. وحماس الطلاب و"لقافتهم" أيضاً جعلنا نسأل الشرطي: هي مكيولة؟ أي هل فيها مؤونة ضرب نار؟ والكلمة - أي مكيولة - جاءت من الكيل. فنظر إلينا الشرطي بعينين فيهما كل ما لديه من الشراسة وقال: وأنت وش دخّلك..! وأخيراً سمعنا في الأخبار أن أمريكا وضعت برنامجاً لتفتيش أكثر من خمسة آلاف طائرة.. لأنهم وجدوا في الحمام قصاصة ورق. منجزات الحاضر باهرة..! لمراسلة الكاتب: aalthekair@alriyadh.net