قال محللون إن غياب المحفزات في الوقت الحالي، وخلو الساحة من المشروعات الكبرى، رغم توافر عوامل الاستقرار السياسي وارتفاع أسعار النفط، من شأنه أن يجعل سوق الكويت للأوراق المالية فريسة للمضاربين. وتعتمد بورصة الكويت حالياً، وبنسبة كبيرة، على المضاربات السريعة اليومية التي تحقق أرباحاً طائلة لكبار المضاربين، ويتضرر منها صغار المستثمرين، الذين لا يملكون الخبرة الكافية ولا الأموال اللازمة للتعامل مع مضاربين محترفين. وقال مسؤول تنفيذي في إحدى الشركات الاستثمارية الكبرى لرويترز، طالبا عدم الكشف عن هويته إن "80% من نشاطه في البورصة حالياً يعتمد على المضاربات". وخلال اليومين الماضيين، ارتفعت الأسهم القيادية في بورصة الكويت بشكل واضح وغير معهود، مع اقتراب نهاية الربع الثالث من العام، ما أدى لارتفاع مؤشر كويت 15 للأسهم القيادية 17.4 نقطة، تمثل 1.6% ليصل إلى 1104.27 نقطة، مقارنة بما كان عليه قبل أسبوع". وفي المقابل، أغلق المؤشر الرئيسي الأوسع نطاقاً عند مستوى 7783.32 نقطة، منخفضاً 65 نقطة تمثل 0.8% خلال الفترة نفسها. وقال مدير مركز الجمان للاستشارات ناصر النفيسي لرويترز، إن "عمل المضاربين مستمر طوال العام، وهم ينتقلون من مجموعة استثمارية إلى أخرى، لكن الآن أثرهم أوضح في ظل غياب المحفزات". وأضاف إنهم "استفادوا من هذه المضاربة، وتمكنوا من تعويض 75% على الأقل مما خسروه من الهبوط الحاد، الذي مني به السوق الكويتي نتيجة تهديدات الولايات المتحدة بضرب سورية في مطلع هذا الشهر". وتوقع النفيسي أن يستمر نشاط المضاربين بشكل قوي حتى نهاية العام لأن "الجو مهيأ للعمل المضاربي." وقال المحلل المالي نايف العنزي إن "المضاربات القوية أفقدت السوق مصداقيته، بعد جلسة اليوم فقدنا أي بارقة للأمل". واشتدت حدة المضاربة اليوم، ما أدى إلى ارتفاع مؤشر كويت 15 للأسهم القيادة 0.88%، في وقت هبط فيه المؤشر الرئيسي 1.51% خلال الجلسة نفسها.