×
محافظة الجوف

الإطاحة بسعوديَّيْن تورطا بسرقة 7 محال بالقريات

صورة الخبر

هاني الظاهري ما الذي دار خلف كواليس القمة الخليجية الطارئة في العاصمة السعودية الرياض؛ لتنتهي بالمصالحة مع الدوحة، وتضع اتفاقاً تكميلياً لحماية هذه المصالحة؟ سؤال تردد في وسائل الإعلام الغربية كثيراً، وحفت به التخمينات من كل جانب، وأشبعه المحللون السياسيون في كل مكان بآراء وتوقعات لا يمكن تأكيد صحتها جميعاً، فالبيت الخليجي صندوق أسرار عوّد العالم على المفاجآت السياسية، التي تصب دائماً في مصلحة شعوب المنطقة واستقرارها، ولذلك يمكن اعتبار كل التسريبات التي تم تداولها هنا وهناك مجرد «تكهنات» قد يصيب بعضها ويخطئ معظمها في أفضل الأحوال. خلال الأشهر التي سبقت قمة الرياض الطارئة راقب العالم أجمع خطاب الدوحة وسياساتها، في محاولة لاكتشاف أي تغيير طرأ عليهما تجاه الجيران وحلفائهم، بما يدفع باتجاه المصالحة وإعادة السفراء، لكن تغييراً واضحاً لم يحدث، وهو ما شاعت معه أنباء عن وجود توجه قوي وصارم لدى الدول الثلاث (السعودية -الإمارات والبحرين)؛ لعدم عقد القمة الخليجية المرتقبة في مكانها المقرر «الدوحة». كانت كل المؤشرات حتى يوم انعقاد قمة الرياض الطارئة تؤكد أن المواقف تتجه نحو تصعيد الخلاف لا طي صفحته، بل إن تصعيداً إعلامياً واضحاً كان يحتدم صخباً بين إعلام أبوظبي والدوحة، بشكل يجعل المراقب يستبعد تماماً وجود أي نية للمصالحة بين العاصمتين، على رغم المساعي السياسية الحثيثة للوسطاء، التي بدت جهوداً ضائعة يخيم عليها اليأس. هذا يعني وفق المعطيات السابقة أن قرار المصالحة لم يكن مطروحاً بشكل متفق عليه مسبقاً، بل جاء مفاجئاً في قمة الرياض الطارئة كنتيجة لحكمة «السعودية» ممثلة في حكمة الملك عبدالله القائد الملهم الذي استضاف الجميع وأنهى أصعب أزمة واجهت مجلس التعاون طوال تاريخه خلال ساعات فقط، أنهاها بحنكته السياسية وشعوره العظيم بالمسؤولية التاريخية وسط ترحيب قادة الدول الخليجية وثقتهم الكبيرة، ولعل كلمة العاهل السعودي الموجهة لمصر قيادة وشعباً بعد يوم واحد من قمة الرياض الطارئة والترحيب المصري السريع بها، معطيان يكشفان بما لا يدع مجالاً للشك أن الملك عبدالله أو كبير العرب والمسلمين (كما أبدع في وصفه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي)، هو من يدير شخصياً صناعة الفرق في المنطقة، لبناء وحدة عربية قادرة على مواجهة التحديات الخطيرة، التي خلفتها سنوات الفوضى والدمار والحرائق السياسية، نتيجة ما يسمى «الربيع العربي». الآن جاء الدور على الدوحة للالتزام بالاتفاق التكميلي، وسرعة استبعاد كل ما يعكر صفو المصالحة من خطابها السياسي والإعلامي، فالمنطقة بأكملها تواجه تهديدات كبرى لا مجال معها للتراخي أو الخروج عن الصف الخليجي، الذي يخوض فعلياً عملية إنقاذ تاريخية للعالم العربي بأكمله.