تتلقى العديد من الجهات الحكومية - سواءً الوزارات أو الهيئات أو المؤسسات الحكومية الأخرى- الدعم الكافي، إلاَّ أنَّ كثيراً من هذه الجهات -للأسف- لم تسجل إلاَّ مواقف لا تكاد تذكر في مجال خدمة المجتمع، مع أنَّ بعض المبادرات لا تحتاج إلى بذل أموال أو مكاتب استشارية، بل تحتاج إلى عقول تتمتع بإحساس كبير بالمسؤولية الاجتماعية لتقدم للمجتمع خدمة ونشر ثقافة الخدمة الاجتماعية والمساهمة في رفع الوعي لدى الموظف الحكومي بأهمية استشعار خدمة المجتمع تطوعياً. وسجلت "وزارة العدل" نموذجاً مشرفاً في مجال الخدمة الاجتماعية، وذلك من خلال تبني وزيرها الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، إنشاء مركز للمصالحة في جميع محاكم المملكة، إلى جانب إنشاء إدارة للخدمة الاجتماعية، حيث أثبتت هذه الإدارة فعاليتها في تخفيض نسب بعض القضايا في المحاكم لتصل إلى (70%)، وكذلك تبنيّ الوزير للعديد من الحملات، ومنها: حملة التبرع بالدم لموظفي الوزارة، سواءً القضاة أو كُتَّاب العدل أو الإداريين، حيث تُعدُّ هذه الحملة أكبر حملة تبرع بالدم تتبناها جهه حكومية. مراكز الصلح وكان معالي وزير العدل قد أصدر قراراً بإنشاء مراكز الصلح في جميع مناطق المملكة، وذلك على مراحل، حيث تمثَّلت المرحلة الأولى بافتتاح مراكز فرعية في محاكم كل من مكة المكرمة وجدة والرياض والدمام وبريدة، وسيتبع هذه المرحلة افتتاح مراكزها الأخرى في جميع مدن ومحافظات المملكة، وتستهدف وزارة العدل من خلال خطتها التنفيذية في المرحلة الأولى القضايا الزوجية، ومنها الحضانة والنفقة والزيارة وفسخ النكاح، وغيرها من القضايا الزوجية، وتأمل في توسعة ذلك إلى نطاق أشمل، ليكون في بقية قضايا الأحوال الشخصية، وعموم القضايا الحقوقية والجنائية، خاصة ذات الحق الخاص، على أمل أن يشمل كذلك الحق العام في القضايا التعزيرية، وفق ترتيب معين مؤسس على تخويل ولي الأمر للمدعي العام بإجراء الصلح مع المتهم في القضايا التعزيرية، بما يحقق المصلحة العامة بإشراف قضائي. وأثبت نظام الصلح - حسب النتائج المبدئية - نجاحه الباهر، من خلال إنهاء حوالي (70%) من القضايا الواردة للمحاكم في القضايا الحقوقية والأحوال الشخصية في بعض المحاكم، إلى جانب تخفيف القضايا عن القضاء، إضافة للركيزة الأساسية في مكاتب الصلح، وهو الإرشاد الشرعي بهدف إصلاح ذات البين، من خلال الاطلاع على عمق الإشكالات في القضايا. إسناد مجتمعي وفي إطار المسؤولية الاجتماعية أيضاً، أصدر معالي وزير العدل الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، قراراً بإنشاء إدارة عامة للخدمة الاجتماعية، حيث تُعنى هذه الإدارة بالإسناد المجتمعي والأسري في المحاكم، كما أنَّها تدعم مراكز الصلح العاملة في دورالقضاء، مع المساهمة في الشأن الوطني، لتكون هذه الإدارة همزة وصل الوزارة، كمؤسسة ضمن نسيج المجتمع، وبدأت هذه الإدارة أعمالها منذ أشهر قليلة، وسجلت نجاحات كبيرة، وذلك لما يتمتع به طاقمها العامل من خبرة كبيرة، إلى جانب تأهيلهم الجيد في التخصصات المطلوبة لدراسة القضايا وتقديم الاستشارات اللازمة. واجب وطني وكان الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى - وزير العدل، ورئيس المجلس الأعلى للقضاء - قد أكد خلال تدشينه حملة التبرع بالدم في وزارة العدل على أنَّ التبرع بالدم يأتي في إطار الواجب الشرعي والوطني لمؤسسة العدالة نحو المسؤولية المجتمعية، مُشيراً إلى أنَّ المجتمع نسيج واحد يتكامل بتعاونه وأخلاقياته الشرعية والإنسانية، من منطلق شعار الإخوة الإيمانية والُّلحمة الوطنية. وأصدر معاليه تعميماً لجميع مرافق العدالة، من محاكم وكتابات عدل وفروعها في جميع مناطق المملكة، يُشدِّد على أهمية التعاون الكامل مع حملة التبرع بالدم، التي نفذتها الوزارة بالتعاون مع وزارة الصحة، ممثلة في إدارة بنوك الدم، واستهدفت الحملة منسوبي وزارة العدل البالغ عددهم ما يقارب (35) ألف موظف، من بينهم القضاة وكُتَّاب العدل ومراجعو الوزارة وفروعها الراغبون بالتبرع. تفاعل كبير بعد أن أطلق وزير العدل حملة التبرع بالدم شهدت محاكم المملكة وكتابات العدل وفروع وزارة العدل تفاعلاً كبيراً في الأسبوع الأول من حملة التبرع بالدم، التي نفذتها الوزارة بالتعاون مع وزارة الصحة، ممثلة في بنوك الدم وعدد من المراكز الصحية بالمملكة، وقد شهدت المرافق العدلية مشاركة عدد كبير من رؤساء المحاكم وكتابات العدل وموظفي الوزارة، إلى جانب المراجعين، في هذه الحملة، التي تُنفّذ للمرة الأولى من قبل الوزارة، كمشاركة لها في دعم بنوك الدم، التي تشهد نقصاً حاداً في الدم على مستوى المملكة، خصوصاً بعد مشكلة فايروس "كورونا" و"إيبولا"، وتخوّف المواطنين من مراجعة المراكز الطبية. فرق طبية وأكَّد "فهد السبيت" - موظف بوزارة العدل - على أنه كان يتمنى أن يتبرع بالدم منذ فترة طويلة، بيد أنَّ مشاغل الحياة، إلى جانب التأجيل، من خلال القول "سأذهب في الأسبوع المقبل لأتبرع"، موضحاً أنَّ الأسابيع تتوالى والمشاغل تزداد وهو لم يتمكن من التبرع بالدم، مُشيراً إلى أنَّه حرص أن يكون من المتبرعين، وذلك منذ أن أعلنت وزارة العدل حملة التبرع بالدم، بالتعاون مع وزارة الصحة، وذلك بتوفير فرق طبية في جميع مراكز ومحاكم الوزارة، مبيناً أنَّه لم يستطع التبرع في اليومين الأولين بعد تدشين الحملة، وذلك بسبب الضغط الكبير من قبل المتبرعين، ومع ذلك فإنَّه تمكن من التبرّع بالدم في اليوم الخامس. تكرار الحملة ودعا "السبيت" إلى أن تعمل وزارة العدل على تكرر الحملة مرةً كل عام، وذلك بعد نجاح الحملة الأولى وكثرة المتبرعين من موظفي الوزارة بجميع فروعها بالمملكة، لافتاً إلى أنَّ هناك كثيرا من الموظفين، سواءً في وزارة العدل أو في الوزارات الأخرى يريدون أن يتبرعوا بالدم، لكن الكسل وبعد المسافة وعدم وجود الوقت الكافي لدى البعض أدت إلى تأجيل فكرة التبرع أو إلغائها نهائياً من قبل البعض الآخر، ولكن بعد أن تمَّ تنفيذ هذه الحملة في مقر الوزارة في مكان مهيأ، وفي وجود فريق طبي، فإنَّ ذلك سيُشجّع الكثير للتبرع بالدم دون أيّ تردّد. واقترح أن تبادر وزارة الصحة إلى التنسيق مع الجهات الحكومية لتنفيذ حملات أخرى للتبرع بالدم، في ظل عدم تفاعل العديد من الجهات والمؤسسات الحكومية والأهلية في هذا الجانب، داعياً وزارة الصحة إلى التنسيق مع هذه الوزارات والمؤسسات والهيئات الحكومية بشكلٍ عاجل لتنفيذ حملات للتبرع بالدم، مؤكداً أنَّ عليها أن تبادر وألاَّ تنتظر أيّ جهة من هذه الجهات أن تبدأ، مرجعاً ذلك إلى عدم وجود تفاعل كبير من هذه الجهات، في ظل تخوّف كثير من أفراد المجتمع من الذهاب إلى المستشفيات والتبرّع بالدم نتيجة احتمال اصابتهم ببعض الأمراض المعدية. شراكة مجتمعية وأوضحت وزارة العدل أنَّ مبادرة حملة وزارة العدل للتبرع بالدم في جميع فروعها المنتشرة بجميع أنحاء المملكة، تأتي في إطار استراتيجية الوزارة لتفعيل برامج المسؤولية الاجتماعية والتعاون مع المؤسسات المختلفة؛ تحقيقاً للشراكة المجتمعية، مُشيرةً إلى أنَّها تعمل على التوسّع في مثل هذه البرامج، التي تهدف إلى ربط الوزارة بمؤسسات المجتمع في برامج اجتماعية هادفة، من خلال الإدارة العامة للخدمة الاجتماعية. خدمة سهلة تُعدّ حملة التبرع بالدم خدمة سهلة وسريعة يمكن أن تُقدمها وزارات ومؤسسات وهيئات حكومية لخدمة المجتمع، بل إن وزارة الصحة مستعدة للتعاون مع أيّ جهة حكومية تتعاون معها لتنفيذ حملة التبرع بالدم، إذ تشهد العديد من مستشفيات المملكة نقصاً كبيراً في كميات الدم؛ ممَّا دعا أقارب بعض المرضى إلى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في هذا الشأن، عبر كتابة اسم المريض ورقم ملفه، ومن ثمَّ الدعوة إلى التبرع له بالدم.