أعلن الفلسطينيون اليوم (الاثنين) رفضهم نتائج تحقيق رسمي للجيش الإسرائيلي خلص إلى احتمالية مقتل الصحفية في قناة (الجزيرة) القطرية شيرين أبو عاقلة بنيران إسرائيلية دون قصد. وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة في بيان للصحفيين إن التقرير الإسرائيلي "محاولة إسرائيلية جديدة للتهرب من مسؤولية قتل أبو عاقلة، مشيرا إلى أن كل الدلائل والوقائع والتحقيقات التي أجريت تثبت أن إسرائيل هي الجاني وعليها أن تتحمل مسؤولية جريمتها. وأكد أبو ردينة أن القيادة الفلسطينية ستواصل متابعة ملف مقتل أبو عاقلة مع كافة الجهات الدولية ذات العلاقة، وعلى رأسها محكمة الجنايات الدولية، إلى جانب كافة الملفات التي يجري متابعتها لحماية حقوق الشعب الفلسطيني. وشدد الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية على رفض السماح لإسرائيل "بالإفلات من العقاب على جرائمها المستمرة ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته الإسلامية والمسيحية". وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن التحقيقات الرسمية في مقتل أبو عاقلة أظهرت احتمالية أن تكون قتلت بنيران إسرائيلية بدون قصد. وأضاف البيان أن الاستنتاجات النهائية للتحقيق في حادثة إطلاق النار الذي أسفر عن مقتل أبو عاقلة لا تظهر بشكل جازم من كان وراء مقتلها رغم وجود احتمال كبير أن تكون قتلت بنيران خاطئة للجيش الإسرائيلي أثناء إطلاق النار على مسلحين فلسطينيين. وأشار البيان إلى أن هناك احتمالا آخر بأن تكون أبو عاقلة قتلت بنيران المسلحين الفلسطينيين الذين كانوا متواجدين في المكان. وتم نقل كافة المعطيات إلى فحص النيابة العامة العسكرية وبعد دراسة وفحص شامل للحادثة. وبحسب البيان، استنادا إلى كافية المعطيات المتوفرة وجدت المدعية العسكرية العامة أنه وفقا لظروف الحادثة لا يوجد "اشتباه في ارتكاب مخالفة جنائية يبرر فتح تحقيق جنائي لدى الشرطة العسكرية". ونقلت القناة (12) الإسرائيلية عن مسؤول عسكري لم تكشف عن اسمه، أنه كجزء من التحقيق أجرى الجيش سلسلة من التحقيقات الشاملة بداية من قائدة الوحدة مرورا باللواء وقائد الفرقة حتى قائد القيادة الوسطى، ورغم ذلك لم يكن من الممكن تحديد مصدر إطلاق النار الذي أدى إلى مقتل أبو عاقلة. وقال المستشار السياسي لوزير الخارجية والمغتربين السفير أحمد الديك في بيان تعقيبا على التحقيق الإسرائيلي إن الجيش لم يأت بجديد وهو بمثابة بيان سياسي ولا يستند إلى تحقيقات قانونية جدية. وأضاف الديك أن الجديد هو وجود احتمال بأن تكون قوة من الجيش من قتلت أبو عاقلة دون قصد أو عمد لأنه حسب "ادعاءهم لم يستطيعوا تشخصيها كصحفية وهذا أكبر دليل على محاولة الجانب الإسرائيلي التهرب من المسؤولية". وأشار الديك إلى أن الوزارة ستتابع ملف مقتل أبو عاقلة مع لجنة التحقيق الدائمة المنبثقة عن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة وصولا لمحاكمة الجندي الذي أطلق النار على الصحفية الفلسطينية ومن يقف خلفه. وأكد أن الشعب الفلسطيني وقيادته متأكدون من نتائج التحقيقات الفلسطينية ومتمسكون بالرواية الفلسطينية، لافتا إلى عدم وجود "ثقة بأي تحقيقات يقوم بها الجيش الإسرائيلي لأنه لا يمكن للمجرم التحقيق مع نفسه". وسبق أن أجرت السلطة الفلسطينية تحقيقا منفردا في حادثة مقتل أبو عاقلة التي تحمل الجنسية الأمريكية إلى جانب الفلسطينية، ورفضت التحقيق المشترك مع إسرائيل لمنع أي تزوير من قبلها. وخلصت نتائج التحقيقات الفلسطينية في حينه إلى أن الرصاصة التي قتلت أبو عاقلة، جاءت من سلاح قناص إسرائيلي بشكل متعمد. وفي التاسع من يونيو الماضي، أعلنت وزارة الخارجية الفلسطينية أن وزير الخارجية رياض المالكي، التقى المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، في لاهاي وسلمه نتائج التحقيق الفلسطيني بملف أبو عاقلة. وقتلت أبو عاقلة (51 عاما) التي ولدت في القدس برصاصة حية في الرأس في 11 مايو الماضي خلال تغطيتها عملية اقتحام للجيش الإسرائيلي في مخيم جنين شمال الضفة الغربية، في حادثة لاقت تنديدا فلسطينيا وعربيا ودوليا واسعا. من جهتها أكدت عائلة أبو عاقلة في بيان، رفضها نتائج التحقيق الإسرائيلي، وقالت "لم نتفاجئ برفض إسرائيل تحمل مسؤوليتها عن اغتيال شيرين وهذا يؤكد أن مجرمي الحرب الإسرائيليين لا يمكنهم التحقيق في جرائمهم". وذكرت أن الجيش الإسرائيلي "أصدر اليوم بيانا حاول فيه التعتيم على الحقيقة وتجنب المسؤولية عن مقتل شيرين، عمتنا، وشقيقتنا، وأفضل صديقة، والصحفية، والأمريكية الفلسطينية". وأكدت العائلة أنها ستواصل مطالبة أعضاء الكونجرس الأمريكي ومنظمات المجتمع المدني بالضغط على الرئيس جو بايدن لمتابعة القضية وإجراء تحقيق شامل ومستقل وذي مصداقية وهذا الحد الأدنى المطلوب". كما اعتبرت نقابة الصحفيين الفلسطينيين نتائج التحقيق الإسرائيلي "محاولة بائسة لتضليل الرأي العام والتنصل من المسؤولية والهروب من المسائلة والعقاب". وقال بيان صادر عن النقابة إن التقرير الإسرائيلي "لم يقدم جديدا وأبقى الباب مواربا أمام عدة احتمالات، ستدفعنا قدما نحو مواصلة ملاحقة القادة الإسرائيليين أمام الجنائية الدولية". وفي السياق اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تحقيق الجيش الإسرائيلي محاولة جديدة "للتهرب من مسؤوليته الكاملة عن الجريمة التي أثبتتها كافة الوقائع والحقائق". وقال المتحدث باسم الحركة حازم قاسم في بيان مقتضب تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه إن قتل الجيش الإسرائيلي للصحفية أبو عاقلة "جريمة مكتملة الأركان يجب أن يحاسب عليها".