×
محافظة بريدة

نادي بصير يقيم محاضرة أدبية في بريدة بعنوان «الأدب.. حين يكون بلسمًا وحين يكون ميسمًا

صورة الخبر

  منصور نظام الدين – القصيم نظم نادي بصير في مدينة بريدة بمنطقة القصيم محاضرة أدبية قيمة للباحث والناشط الاجتماعي الدكتور ناصر بن عبدالله البكر، بعنوان: «الأدب.. حين يكون بلسمًا وحين يكون ميسمًا». واستهل الدكتور البكر حديثه بالتنويه بدور وزارة الثقافة، من خلال فرعيها: هيئة الأدب والنشر والترجمة، وهيئة المكتبات، إلى جانب الشريك الأدبي ومنصة «هاوي»، في نشر الأدب والثقافة في وطننا الحبيب، عبر الرعاية الكريمة والاهتمام المستمر الذي تحظى به وزارة الثقافة من قيادتنا الرشيدة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز – حفظهما الله. بعد ذلك تناول الدكتور البكر عددًا من المحاور المهمة، حيث تحدث أولًا عن سلطة الكلمة بين التضميد والتدمير، وأثر الأدب في تهذيب القلوب أو دفعها إلى الفتن إذا حاد عن الصواب. كما تطرق إلى الأثر المزدوج للأدب متسائلًا: هل هو رسالة بناء أم أداة هدم؟ وكيف يمكن للكلمة أن تتحول إلى منارة إصلاح أو وقود فتنة. وأوضح كيف تعامل العرب مع سحر الكلمة، وجذور قوتها وخطورة اللفظ، مستعرضًا قصصًا تاريخية تُظهر كيف أطلقت كلمة حربًا أو أطفأت نارًا، وذكر نماذج للكلمات الموثِّبة والمحرضة، مثل حرب البسوس، وقصة الأخطل والجحّاف، وسُديف، وشبل بن عبدالله، وغيرها. وأكد الدكتور ناصر البكر أن للكلمة تأثيرًا بالغًا حين تُستدعى في سياق الثأر، خاصة عندما تتجاوز الحميّة حدود العقل، مستعرضًا نماذج من ثارات العرب وقصصها المؤلمة، ودور الشعر في تأجيجها. كما عرّف بالكلمة الفخرية حين توقظ الكبرياء، وهي الكلمات التي تذكّر الإنسان بقيمه الراسخة ومجده المتوارث، فتستنهض العزة الكامنة في داخله، وتدفعه إلى الوقوف بثبات أمام الشدائد، مؤكدًا أنها تعيد ترتيب الروح على مقاس الرفعة والاعتداد بالنفس دون تجاوز أو تعالٍ. وأشار إلى الكلمة الوعظية حين توقظ الضمير، وهي الكلمة التي تخاطب الوجدان مباشرة، فتقف بالإنسان على حدود التقصير، وتفتح له باب التوبة والتهذيب، مبيّنًا أنها الومضة التي تعيد للقلب اتزانه وتذكره بأن للحياة معنى أعمق من شواغلها العابرة. وتحدث عن الكلمة التحفيزية وبناء الهمم، بوصفها الكلمة التي تشعل شرارة القوة في النفس، وتبعث روح الإقدام، وتنقي الإرادة من التردد، حيث لا تكتفي بالحشد العاطفي، بل تقيم جسرًا بين الرغبة والإنجاز، وتحول الحلم إلى خطوة قابلة للتحقق. وأوضح الدكتور ناصر أن الأدب صانع القيم والفضائل، ففي هذا اللون من القول تتجلى أخلاق الإنسان في أبهى صورها، إذ يرسّخ معاني الكرم والشجاعة والعدل والمروءة، ويقدّمها للمتلقي في صورة حية تجعل الفضيلة خيارًا طبيعيًا لا تكلّف فيه، مؤكدًا أن هذا النوع من الأدب يبني الإنسان قبل أن يدهش السامعين. كما تطرق إلى الكلمة التي تهز الوجدان: المراثي نموذجًا، وهي الكلمات التي تُكتب من جوف الألم، فتهز القلوب بهدوء يشبه وقع المطر، وتُجيد تصوير الفقد، وتمنح الحزن لغة راقية، وتحول الوجع إلى ذكرى مستقرة في الوعي الإنساني دون ضجيج. واستشهد خلال المحاضرة بمفهوم الأدب والخلود، أو الكلمات التي تبقى بعد رحيل أصحابها، مؤكدًا أنها تعبر الزمن لصدقها، وتتجاوز حياة قائلها لتصبح جزءًا من ذاكرة الناس، فلا يخلدها الزمن لقوتها فقط، بل لعمق تجربتها وصدق شعورها. وأكد الدكتور البكر أن خلاصة المحاضرة تكمن في التساؤل: كيف نجعل الكلمة بلسمًا لا ميسمًا؟ مشيرًا إلى أن ذلك يمثل مسؤولية الأديب، وواجب المجتمع، وخطر إطلاق اللفظ بغير حكمة. وفي ختام المحاضرة، فُتح باب الحوار والمناقشة والمداخلات، بحضور عدد كبير من المهتمين بالشأن الأدبي والثقافي، ورجال التربية والتعليم، والإعلاميين في منطقة القصيم. وقد أُقيمت المحاضرة في مقهى «باش» الأدبي، بالتعاون مع الشريك الأدبي. اقرأ المزيد:- اضغط هنا  تابعنا على