×
محافظة العلا

ماكرون في زيارة دولة إلى الرياض قريبا لتعزيز الشراكة والاستثمارات الرئيس الفرنسي يعتزم مع ولي العهد السعودي تعميق التعاون في ميادين استراتيجية، مثل الدفاع والأمن والانتقال في مجال الطاقة.

صورة الخبر

باريس - يجري الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون زيارة دولة للسعودية من 2 إلى 4 ديسمبر بغية توطيد الشراكة بين البلدين في مجالات عدّة من الدفاع إلى اقتصاد المستقبل. وينوي الرئيس الفرنسي مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان "تعميق التعاون في ميادين استراتيجية"، كالدفاع والأمن والانتقال في مجال الطاقة، وفق ما جاء في بيان للرئاسة الفرنسية. وكشف الإليزيه أن "المناقشات ستركز أيضا على مجالات استثمارات المستقبل، على غرار التكنولوجيا المالية والسيبرانية والذكاء الاصطناعي، علما أن فرنسا تستضيف في فبراير المقبل قمّة العمل بشأن الذكاء الاصطناعي". ويشارك ماكرون خلال زيارته السعودية في القمّة حول المياه المنظّمة في الرياض في 3 ديسمبر على هامش فعاليات مؤتمر الأطراف السادس عشر (كوب16) في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر. وأشار الإليزيه إلى أن هذه القمة التي ترأسها فرنسا وكازاخستان، ينبغي أن تتيح إمكان التفكير في "حلول مستدامة ومبتكرة في إدارة الموارد المائية، في سياق يتسم بتضخم التحديات المناخية". ويأتي الإعلان بعد يوم من اتصال هاتفي تلقاه ولي العهد السعودي من الرئيس الفرنسي و"بحث خلاله الجانبان تطور العلاقات بين البلدين، إضافة إلى عدد من المواضيع الخاصة بالتعاون الثنائي في مختلف المجالات"، وفق ما ذكرته الوكالة السعودية الرسمية (واس). وذكرت "واس" أن الجانبين بحثا "تطورات الأوضاع الإقليمية وتم التأكيد على أهمية خفض التصعيد وتجنيب المنطقة خطر اتساع الصراع، كما جرى بحث تطورات الأحداث في غزة والجهود المبذولة لوقف إطلاق النار". من جهته كتب ماكرون عبر منصة "إكس"، "أجريت محادثة مع الرئيس الشيخ محمد بن زايد وولي العهد الأمير محمد بن سلمان في شأن الوضع في الشرق الأوسط"، وأضاف "ندعو جميع الأطراف إلى التحلي بالمسؤولية وضبط النفس من أجل تفادي اشتعال المنطقة"، وأكد أن "التصعيد لا يصبّ في مصلحة أحد". وأجرى ولي العهد السعودي زيارتين لفرنسا في يوليو 2022 ويونيو 2023، فيما تعود آخر زيارة أجراها الرئيس الفرنسي للسعودية إلى الرابع من ديسمبر 2021. وكان ماكرون من أوّل القادة الغربيين الذين قصدوا المملكة بعد مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي سنة 2018 في تركيا. وتربط البلدين اتفاقية أمنية في مجال قوى الأمن والدفاع، إذ تُعد فرنسا واحدة من أهم شركاء السعودية في مجال التسليح، وبخاصة في الأسلحة البحرية والجوية، فقد تزايدت أخيراً الزيارات المتبادلة بين المسؤولين العسكريين والأمنيين السعوديين والفرنسيين بصورة ملحوظة، ووفق وكالة الأنباء السعودية فإن التعاون العسكري مع باريس يتركز في مجالات التدريب الأمني وتسليح القوات البرية والبحرية والجوية في السعودية. وكانت الرياض قد وقعت عدداً من الاتفاقات العسكرية مع باريس فيما أجرت محادثات في أكتوبر الماضي لشراء مقاتلات من طراز "رافال" إذ أكدت صحيفة "لاتريبيون ديمانش" الفرنسية أن السعودية تواصلت مع شركة داسو للحصول على عرض أسعار لشراء 54 طائرة رافال. ويعكف الأمير محمد بن سلمان على تنويع اقتصاد بلده، أوّل مصدّر عالمي للخام، تمهيدا لمستقبل بلا نفط، ويحرص على جعل السياحة ركيزة أساسية للتنمية. وفي العام 2018، أبرمت فرنسا والسعودية اتفاقا على عشر سنوات للتنمية السياحية والثقافية في منطقة العلا (شمال غرب) الزاخرة بالآثار والمناظر الطبيعية الخلّابة. ومنذ 2023، يتولّى وزير الخارجية الفرنسي السابق جان-إيف لودريان رئاسة الوكالة الفرنسية لتطوير العلا. ومن المرتقب أن يكون في مقدور المنطقة حيث شيّد مطار، استقبال ما بين 1.5 و2.5 مليون زائر في السنة. وفي أكتوبر، تمّ تدشين مجمّع جزيرة سندالة للسياحة البحرية الفاخرة في منطقة البحر الأحمر كأوّل مخطّط يبصر النور في إطار مشروع نيوم الضخم لمدينة المستقبل الذي يشكّك كثيرون في قابليته للصمود. والسعودية هي أيضا الدولة الوحيدة التي قدّمت ترشحها لاستضافة مونديال كرة القدم للعام 2034. وبدأت بتشييد 11 ملعبا لهذا الغرض. أما فرنسا، فتسعى من جهتها إلى استقطاب استثمارات سعودية، لا سيّما في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والانتقال البيئي، فضلا عن الرياضة والسياحة. ويأتي إعلان هذه الزيارة في وقت جمع الرئيس الفرنسي الجمعة نحو 30 مديرا لشركات سعودية حول مأدبة غداء في الإليزيه، داعيا إياهم إلى الاستثمار أكثر في فرنسا. ومن بين المدعوين، المدير العام لشركة أرامكو السعودية العملاقة ورئيس صندوق الاستثمارات العامة، فضلا عن مدراء مجموعات في مجال الطاقة والملاحة الجوية. وقد دعاهم الرئيس الفرنسي إلى اعتبار فرنسا مدخلا لاستثماراتهم في أوروبا، متمنّيا أيضا أن تكون السعودية، نظرا لثقلها في المنطقة، مدخلا للاستثمارات الفرنسية في الشرق الأوسط. وفي العام 2023، كانت المملكة ثاني شريك تجاري لفرنسا في منطقة الشرق الأدنى والأوسط. وتشكّل الملاحة الجوية والسياحة والمنتجات الصيدلانية ركيزة التبادلات الاقتصادية القائمة بين البلدين. وفي سياق متصل بحث وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان مع نظيره الفرنسي جان نويل بارو الجمعة تطورات الأوضاع في قطاع غزة ولبنان في ظل تواصل الحرب الإسرائيلية عليهما. ويأتي اللقاء ضمن زيارة غير محددة المدة بدأها الأمير بن فرحان إلى باريس الخميس، وفق بيان صادر عن وزارة الخارجية السعودية. وقال البيان إن الوزيرين بحثا "العلاقات الثنائية بين البلدين وتبادلا الرؤى حيال المستجدات الإقليمية والدولية وفي مقدمتها التطورات في غزة وعلى الساحة اللبنانية، والجهود المبذولة بشأنهما". كما ترأس الوزيران الاجتماع الثاني للجنة الوزارية المشتركة المشرفة على الاتفاقية الحكومية الدولية التي تم توقيعها في 10 أبريل/نيسان 2018، حول التنمية الثقافية والتراثية والسياحية والبشرية في محافظة العلا السعودية (شمال غرب). واستعرض الاجتماع الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين وما حققته اللجنة من منجزات تهدف لتحويل العلا إلى وجهة سياحية ومركز ثقافي عالمي وسبل توسيع التعاون المشترك بين الجانبين في مختلف القطاعات خاصة في مجالات الآثار والرياضة والفنون والتطوير والبناء وفق بيان ثان للخارجية السعودية.