بشكل طبيعي، انجذب عديد من البلدان النامية التي حررت أنفسها من الحكام الغربيين الرأسماليين في القرن الـ20 إلى الاشتراكية. في كتابه الجديد بعنوان "آن أوان الثورة: إدخال الاشتراكية إلى العالم الثالث"، يكرس جيرمي فريدمان دراسته المثيرة للإعجاب هذه الممتدة على مدار عقود عدة، وشملت خمس دول هي أنغولا وتشيلي وإندونيسيا وإيران وتنزانيا، للنظر في "التجارب والأخطاء" التي مرت بها مشاريع تبني الاشتراكية في مرحلة ما بعد الاستعمار في تلك البلدان. حاولت دول شيوعية مثل الصين والاتحاد السوفياتي وغيرهما إرشاد هذه المبادرات، لكنها وجدت أن الترويج لإيديولوجيا قائمة على الطبقية الاجتماعية شبه مستحيل في مجتمعات تحدد فيها العلاقات الاجتماعية غالباً وفقاً للعرق. يشير فريدمان إلى أن مواطني البلدان حديثة الاستقلال كانوا ينظرون إلى السوفيات على أنهم "بيض"، أي لا يختلفون عن الإمبرياليين الذين اضطهدوهم في السابق. وعلى رغم أن الإلحاد المتشدد ظل حجر الزاوية للفكر الشيوعي، توجب على السوفيات التعامل مع الإسلام كقوة إيجابية في حركات التحرر الوطنية في دول مثل إندونيسيا وإيران. كذلك اصطدم المرشدون الشيوعيون بالطموحات الاستقلالية لأتباعهم، كما في حال يوليوس نيريري أول رئيس لتنزانيا، الذي شدد على أن بلاده كانت تبني اشتراكية خاصة بها ولن تصبح عميلة للصين ولا للاتحاد السوفياتي، على رغم اعتمادها على مساعداتهما الاقتصادية وخبرتهما الداعمة. ومع أن السعي وراء الاشتراكية في جنوب العالم مني بالفشل عموماً، إلا أن فريدمان يجادل بأنها تركت إرثاً باقياً في أنحاء أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية. عن فورين أفيرز، نوفمبر/ديسمبر 2022