مازال جيل الأمس يتذكر المكتبة المتنقلة التي أطلقتها شركة أرامكو منذ أكثر من أربعة عقود من الزمن، حيث كانت تجوب مدن وقرى المملكة وتحط رحالها بالقرب من المدارس على مختلف مراحلها المدرسية، وكم كانت فرحة الطلاب عارمة بقدومها إذ يجدون بداخل تلك المكتبات المتنقلة العديد من القصص والكتب العلمية والثقافية والاجتماعية، فيقوم محبو القراءة والاستطلاع باستعارة بعض من الكتب وقراءتها ومن ثم إعادتها إلى المكتبة قبل رحيلها، وقد كانت هذه المكتبة المتنقلة تقدم الكتب المتعددة للقراءة والاستطلاع، كما تهيئ مكاناً وجواً يساعد على القراءة والاستمتاع حيث الكراسي المريحة والطاولات، وبدأت أرامكو السعودية بتنفيذ الفكرة عام 1402هـ -1982م بالتعاون مع إدارة التعليم بالمنطقة الشرقية، وتقدم خدماتها إلى طلاب المرحلة الابتدائية من الصف الثالث إلى السادس خلال زيارتها للمدارس طيلة العام الدراسي، واستخدمت المكتبة عربة شحن عادية تم تعديلها لاحقاً بطريقة تجعلها تستوعب المزيد من الكتب، وتوفر خدمات إضافية تؤهلها للقيام بمهمة المكتبة المتنقلة، وجاء هذا المشروع ضمن الأنشطة الثقافية والتعليمية التي تقوم بها إدارة العلاقات العامة، وهي إحدى المساهمات المتعددة التي تقدمها للمجتمع، واستمر لعقود من الزمن، كما نفذت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في الرياض عام 1436هـ مشروع المكتبة المتنقلة كمشروع وطني مبتكر يعنى بقيمة علمية تصنع الإنسان وتؤهله إلى المواطنة الصالحة، وتجعل منه فرداً مبدعاً ومشاركاً في بناء هذا الوطن العزيز، وجاء المشروع ضمن سلسلة من البرامج الشاملة والأنشطة المتنوعة التي نفذتها المكتبة لتحقيق أهداف المشروع الثقافي الوطني لتجديد الصلة بالكتاب، الذي صدرت الموافقة السامية على تكليف مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بتنفيذه بالتعاون مع عدد من الجهات والمؤسسات العلمية والتعليمية بالمملكة. حافلات مجهزة ويسعى مشروع المكتبة المتنقلة إلى إنشاء عدد من المكتبات في حافلات مجهزة بكل ما يلزم للقراءة والاطلاع، ليتسنى للقارئ الوصول إليها أينما كان، كما يأتي هذا المشروع النوعي استمراراً لعدد من الأفكار المبتكرة التي قدمتها المكتبة للوصول إلى القارئ، مثل برنامج القراءة في المطارات، ومشروع مكتبة الطفل، وبرامج القراءة لطلاب المدارس حرصاً منها على أن تسهم هذه الأفكار في تشجيع كل فئات المجتمع على القراءة والاطلاع في كل فروع المعرفة، ولا تزال المكتبة المتنقلة بمكتبة الملك عبدالعزيز تجوب المحافظات والمراكز من أجل الوصول إلى القارئ، حيث أطلقت المكتبة مؤخراً برنامج «نحو جيل قارئ» وتقوم المكتبة بجولتها القرائية الخامسة التي تستهدف عدداً من مدارس التعليم العام في المحافظات والمراكز. وسائل بسيطة وبدأت المكتبات المتنقلة على شكل وسائل بسيطة لحمل الكتب إلى المناطق النائية في بريطانيا وأميركا، وكانت بدايتها على هيئة عربات تجرها الخيول وقوارب صغيرة، وبحلول عام 1912م ظهرت أول مكتبة متنقلة تسير بقوة محرك، وبدأت فرنسا تجربة المكتبة المتنقلة 1919م، حيث تعتبر من الدول التي تمتلك مئات الناقلات التي تحمل آلاف الكتب إلى المناطق المحرومة من النشاط الثقافي، ومن أمثلتها مكتبة «الآسن» المتجولة، ومكتبة «المارون»، إلاّ أن التشكيل المكتبي الرسمي ظهر وأسس بموجبه مكتبة مركزية للإعارة في ثمان مقاطعات، لحقته تطورات أخرى شملت 96 منطقة مجهزة بهذه الخدمات التي تؤمن الإعارة للتجمعات السكانية التي يقل سكانها عن 20000 نسمة، وفي بريطانيا، مع نهاية القرن التاسع عشر ظهرت الخدمة المكتبية المتنقلة فاستخدمت عربة تجرها الخيول لتقديم هذه الخدمة للمناطق الريفية، ثم ظهرت في الولايات المتحدة الأميركية في مدينة نيويورك، وفي عام 1925م نشرت مكتبة نيويورك العامة مكتبات متنقلة في الحدائق العامة للقرى الأميركية البعيدة عن مكتبة العاصمة لسكانها المحليين، وفي أفريقيا عرفت المكتبات المتنقلة منذ الأربعينات والخمسينات والستينات والسبعينات في القرن الـ20، واستخدمت باعتبارها سلاحاً ضد الأمية، وظهرت في مدينة فيينا بالنمسا وأشرفت عليها بلدية المدينة، وعرفتها بلجيكا، وكذا في الاتحاد السوفييتي -سابقاً-، وفي عصرنا الحاضر انتشرت المكتبات المتنقلة في العديد من بلدان العالم أجمع. خدمة الطلاب ويعود تاريخ المكتبات المتنقلة في بلادنا إلى عام 1402هـ - 1982م بمبادرة من مكتبات شركة أرامكو السعودية، لتستمر من ذلك الوقت في خدمة الطلّاب تحديداً، حيث بدأت بتنفيذ الفكرة بالتعاون مع إدارة التعليم بالمنطقة الشرقية، قدمت خدماتها إلى طلاب المرحلة الابتدائية من الصف الثالث إلى السادس خلال زيارتها للمدارس طيلة العام الدراسي، واستخدمت المكتبة عربة شحن عادية تم تعديلها لاحقاً بطريقة تجعلها تستوعب المزيد من الكتب، وتوفر خدمات إضافية تؤهلها للقيام بمهمة المكتبة المتنقلة، ويأتي المشروع ضمن الأنشطة الثقافية والتعليمية التي تقوم بها إدارة العلاقات العامة، وهي إحدى المساهمات المتعددة التي تقدمها أرامكو السعودية للمجتمع، واستفاد من جهودها في العقد الأوّل من القرن العشرين أكثر من 370000 طالب، وسعت أرامكو السعودية من خلال هذه الزيارات إلى تشجيع الطلاب في المرحلة الابتدائية على الاطلاع وحب القراءة سواء داخل المكتبة أو عن طريق اعارة الكتب لقراءتها في المنزل، وتم خلال الزيارات توزيع المطبوعات والملصقات التوعوية عن الصحة والسلامة العامة، بالإضافة إلى مجلة القافلة التي تصدرها الشركة، وضمت مكتبات أرامكو المتنقلة مجموعة كبيرة من كتب المعرفة في المجالات المختلفة مثل الثقافة العامة، والموضوعات الشرعية والتاريخية والجغرافية والقصص والسير المختلفة، وأتاح نظام الإعارة في تلك المكتبات المتنقلة لكل طالب استعارة كتابين لمدة أسبوع واحد، على أن يتم استرجاعها من الطلاب لفتح المجال أمام آخرين في مدارس أخرى لاستعارتها. زيارات ميدانية وواصلت المكتبة المتنقلة التابعة لأرامكو السعودية زياراتها الميدانية للمدارس بعد أن زوّدت أسطولها بسيارة حديثة لزيارة مدارس البنات، وفي عام 1996م توسعت أعمال المكتبة لتضم المنطقتين الوسطى والشمالية، وفي عام 1997م شمل نشاط المكتبة المنطقتين الغربية والشمالية الغربية من المملكة، وتضم مكتبات أرامكو المتنقلة مجموعة من كتب المعرفة فـي المجالات المختلفة كالثقافة العامة والموضوعات الدينية والتاريخية والجغرافية والقصص والسيـر المختلفة وعلوم الحاسب الآلي وكتب التخصصات المهنية والعلمية، ويبلغ عدد عناوين الكتب المتوفرة حالياً بالمكتبة 850 عنواناً وبمجموع قدرة 12000 كتاب لكل عربة، وتملك المكتبة أسطولاً مكوناً من 12 عربة، كل عربة منها مكتبة مستقلة، ست منها لزيارة مدارس البنات الابتدائية، صمِّمت خصيصاً لهذا النشاط وبمواصفات خاصة روعي فيها جميع وسائل السلامة الضرورية، وهي موزعة على النحو التالـي؛ أربع عربات فـي الظهران، وأربع عربات فـي الرياض، وأربع عربات فـي جدة. رؤية شاملة وضمن جهود مكتبة الملك عبدالعزيز العامة ومن رؤية شاملة تتبناها المكتبة لتوفير مصادر المعرفة وتيسير الحصول على الكتب والمراجع التي تناسب مختلف فئات المجتمع على اختلاف اهتماماتهم ومستوياتهم التعليمية والثقافية، فقد واصلت تقديم مشروع المكتبة المتنقلة، والذي يمثل عاملاً مهماً لتشجيع المواطنين على القراءة والاطلاع وتحصيل المعرفة التي تسهم في تنمية الوعي واكتساب المهارات، من خلال إيجاد الوسائل القادرة على الوصول للقارئ وتسهيل حصوله على الكتاب وغيره من المصادر المعرفية، حيث أطلقت المكتبة حافلاتها المتنقلة في الجولة القرائية الخامسة ضمن برنامج «نحو جيل قارئ» من محافظة مرات مروراً بمحافظة ضرما - سدوس - العيينة - الجبيلة – محافظة الدرعية – محافظة رماح، وانتهاء بالرمحية، واستقبلت محافظة مرات التي تعد أولى محطات الجولة بكل ترحاب المكتبة المتنقلة في مقر جمعية التنمية الاجتماعية وعلى صالة الشيخ عمر البليهد بمركز التنمية الحضاري، وبمشاركة 200 طالب من المرحلة الابتدائية خلال الفترة الصباحية، أماّ في الفترة المسائية فقد توقفت المكتبة في حديقة الأمير سلطان –رحمه الله–، حيث استقبلت وعلى مدى يومين العديد من الزوار وأكثرهم من الأطفال، وقد ساهمت بلدية محافظة مرات في تهيئة المكان بالحديقة ووجود عدد من موظفي البلدية لتسهيل مهمة هذه القافلة بتوجيه من رئيس البلدية عبدالملك الهويمل، وحظيت المكتبة المتنقلة بتوافد العديد من الزوار والمهتمين بالكتب، وشدّت هذه المكتبة صغار السن الذين توافدوا على مدى يومين مع ذويهم قضوها بالاستمتاع بالقراءة والتلوين في أوراق وفرتها المكتبة وزادت فرحتهم بحصولهم على جوائز وهدايا وزعت من قبل المشرفين على المكتبة، فيما أشرف عليها في جولتها الخامسة متعب المطيري مدير المكتبات المتنقلة بمكتبة الملك عبدالعزيز العامة، وتستهدف الحملة التثقيفية 50 مدرسة، وأكثر من 90 ألف مستفيد، وتقديم ثمانية مسارح ودورات قرائية، ضمن أنشطة المشروع الثقافي الوطني لتجديد الصلة بالكتاب، الذي يهدف لإيجاد بيئة مناسبة وحاضنة للإبداع، وتشجيع النشء على القراءة، من خلال إقامة المسارح القرائية لطلاب وطالبات التعليم العام، وعمل دورات قرائية لطلاب المرحلة المتوسطة والثانوية، إضافةً إلى العديد من الفعاليات التي تقام في الأماكن العامة. تعزيز القراءة ويأتي المشروع النوعي لمكتبة الملك عبدالعزيز العامة استمرارًا لعدد من الأفكار المبتكرة التي قدمتها للوصول إلى القارئ، مثل برنامج القراءة في المطارات، ومشروع مكتبة الطفل، وبرامج القراءة لطلاب المدارس، حرصًا منها على أن تسهم هذه الأفكار في تشجيع كل فئات المجتمع على القراءة والاطلاع على كل فروع المعرفة، يُذكر أن المشروع الوطني لتجديد الصلة بالكتاب، قدم خدماته في العام الماضي 2023 لأكثر من 260.412 مستفيدًا، ويأتي مشروع المكتبة المتنقلة استمراراً لنهج المكتبة في تبني وإطلاق المشاريع الثقافية لخدمة مستقبل هذا الوطن المعطاء، وانطلاقاً من دورها الإبداعي والتثقيفي ورسالتها (الثقافية - التوعوية – التربوية) في تعزيز قيمة القراءة لدى كافة شرائح المجتمع، وتمثل المكتبات المتنقلة وسيلة متقدمة ونمطاً متطوراً لإيصال الخدمة المكتبية والتثقيفية إلى التجمعات السكانية في أماكن تواجدهم لنشر الوعي الثقافي والإرشادي والمعرفي. مشروع نوعي وعمدت مكتبة الملك عبدالعزيز من خلال هذا المشروع إلى نشر ثقافة القراءة بين مختلف شرائح المجتمع من خلال إيصال الكتاب للقارئ في الأماكن التي لا يوجد فيها مكتبات عامة عبر مشروع المكتبة المتنقلة التي تنفذه، وأثبتت نجاحها في إتاحة الفرصة لكافة شرائح المجتمع للاستفادة من الأوقات التي يقضونها في الأماكن العامة في القراءة والاطلاع، وجاء المشروع ضمن سلسلة من البرامج الشاملة والأنشطة المتنوعة التي نفذتها المكتبة لتحقيق أهداف المشروع الثقافي الوطني لتجديد الصلة بالكتاب الذي صدرت الموافقة السامية على تكليف مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بتنفيذه بالتعاون مع عدد من الجهات والمؤسسات العلمية والتعليمية بالمملكة، حيث يسعى إلى إنشاء عدد من المكتبات المتنقلة في حافلات مجهزة بكل ما يلزم للقراءة والاطلاع، ليتسنى للقارئ الوصول إليها أينما كان، كما يأتي هذا المشروع النوعي استمراراً لعدد من الأفكار المبتكرة التي قدمتها المكتبة للوصول إلى القارئ في أي مكان. مكتبة أرامكو أول مكتبة متنقلة عرفتها بلادنا حافلات مجهزة للقراءة ضمن برنامج «نحو جيل قارئ» مكتبة الملك عبدالعزيز المتنقلة تواصل جولاتها القرائية بمحافظات المملكة تعزيز قيمة القراءة لدى كافة شرائح المجتمع نمط متطور لإيصال الخدمة المكتبية والتثقيفية إعداد: حمود الضويحي