توصلت الولايات المتحدة مع كل من اليابان والهند وأستراليا إلى اتفاق على شراكة لـ«إغراق» دول في آسيا والمحيط الهادئ بمليار جرعة «على الأقل» من اللقاحات المضادة لفيروس «كورونا» المستجد بنهاية العام المقبل، في خطوة يرى مراقبون أنها بُنيت على استراتيجية سياسية تتخطى المسألة الإنسانية، وتتمثل في تطويق النفوذ الصيني في آسيا.وقال رئيس الوزراء الأسترالي، سكوت موريسون، في رسالة متلفزة للإعلان عن الشراكة: «إنها منطقة المحيطين الهندي والهادئ التي ستشكل مصير العالم في القرن الحادي والعشرين»، حسب ما نقلت عنه مجلة «بوليتيكو» الأمريكية.من جانبه، قال أندرو سمول، زميل برنامج آسيا في صندوق مارشال الألماني، إن التركيز المبكر للتحالف الرباعي على التعاون الإيجابي وتحقيق المنفعة العامة باعتبارها الغرض من الشراكة سيكون بمثابة سرديّة تصعُب على الصين مواجهتها، مرجحًا أن تلك الشراكة قد تقدم نموذجًا لنمط بناء التحالفات خلال حكم إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن.يأتي ذلك بينما أعلن البيت الأبيض رفضه إرسال ملايين من الجرعات المصنعة في الولايات المتحدة من لقاح شركة «استرازينيكا» البريطانية المضاد لفيروس «كورونا» إلى دول الاتحاد الأوروبي، والتي تواجه دوله نقصًا في عدد اللقاحات المطلوبة، معللًا ذلك برغبة الإدارة الأمريكية في التأكد من كون الولايات المتحدة «مُشبعة ومستعدة أكثر مما يلزم»، ولديها القدرة على تقديم أكثر اللقاحات فعالية للشعب الأمريكي، وفق ما ذكرت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين بساكي، في وقت سابق من اليوم.وأكدت «بوليتيكو» أن الشراكة الجديدة لتوزيع اللقاحات تهدف إلى تطويق النفوذ الصيني في آسيا، لكنها رأت في الوقت نفسه أن التحالف الرباعي دخل تلك اللعبة الدبلوماسية متأخرًا، حيث نجحت الصبن وروسيا بالفعل في إبرام اتفاقات، وأرسسلت جرعات مجانية من لقاحاتها لأكثر من 50 بلد ممن تنكر لها صانعو اللقاحات في الغرب.