منطقة الباحة كما أطلقت عليها في مقالات سابقة بـ “واسطة عقد المصايف السعودية” لمكانها المرموق بين منطقتي عسير ومحافظة الطايف بالذات باعتبارها المصيف الأول من عشرات السنين قبل أن يصبح للسياحة الداخلية مكانتها اليوم في ظل رؤية المملكة العربية السعودية 2030م التي انتزعت شهرة السياحة وسحبت البساط من تحت أقدام دول عربية وأخرى خليجية في هذه السنوات وربما أصبحت وجهة سياحية حتى للأوروبيين وهذا الكلام ليس من باب الدعاية بل هي الحقائق الدامغة التي تشهد بها ساحات وميادين وبرامج الترفيه التي انطلقت من الرياض العاصمة بقيادة معالي المستشار تركي آل الشيخ ونقل التجارب الناجحة لبقية المناطق والمدن والمحافظات حتى اكتمل العقد بهذه البرامج صيفا وشتاء على مستوى المملكة مستعينين بالمدن والقرى التاريخية والقديمة التي كانت ولم تزل رافدا يؤمها السواح من الداخل ومن الدول الخليجية والشقيقة والصديقة كما هو الحال في منطقة الباحة التي شهدت مئات الفعاليات لاستقطاب السوّاح فكانت المملكة بهذا تستعيد ذاكرة المكان والسكان والزمان وتعمل على التطوير الذي يضيف الجديد دون الإخلال بجماليات القديم التي بنتها سواعد الأجداد والآباء في ظروف كانت صعبة واليوم ننعم بجمالياتها ونستلهم العبر بين ما كانوا يعيشونه من صعوبات الحياة وشظف العيش وقلة ذات اليد ونقارن بما نعيشه من رغد العيش والأمن والاستقرار والرخاء الذي يغبطنا عليه الأصدقاء ويزيدنا رزقا بحسد الأعداء من باب ” كل ذي نعمة محسود ” سواء بصورة فردية أو جمعية . وفي منطقة الباحة وهي محور الحديث هنا وفي ظل موقعها الجغرافي القريب من المنطقة الغربية والوسطى إذ لم تبعد عن جدة ومكة بعد الطائف سوى أقل من مائتي كيلو متر عبر الطريق السياحي وقد يزيد ثلاثين كم عن طريق الطائف بني مالك زهران المسمى بالطريق السياحي والذي تحف به عشرات الغابات الطبيعية والأودية والمزارع والقرى المتناثرة كحبات اللؤلؤ على سفوح جبال السراة وما أن تصل لمدينة الباحة القلب النابض حتى يستمر بك الجمال عبر طريق الباحة عسير مرورا بمحافظة بالجرشي المدينة الاقتصادية بالمنطقة فيما ستجد باتجاه تهامة طريق عقبة الباحة الممتدة لأقل من عشرين كيلو مترا مرورا بقرية ذي عين التراثية التي يزيد عمرها عن اربعمائة عام وهي ضمن اهتمامات وحيازة وزارة الثقافة حاليا بعد أن تم تطويرها وإدخالها إلى قائمة المواقع السياحية المشهورة على خارطة السياحة والآثار وصولا إلى المخواة فجبل شدا المتربع على صدر سهول محافظتي المخواة وقلوة ثم يمتد يد السياحة حتى المظيلف والقنفذة التابعتين لمنطقة مكة المكرمة وبما تحقق لهذا الطريق فقد أصبح شواطئهما نافذة بحرية لسكان سراة وتهامة الباحة فأصبحت منطقة الباحة مصيف ومشتى بين فصلي الشتاء والصيف باعتدال الأجواء بينهما . في حديث دار بيني وبين سمو الأمير الدكتور حسام بن سعود أمير منطقة الباحة أثناء زيارتنا له بصحبة محافظ بني حسن الأخ ناصر المالكي وعدد من أعيان المحافظة لطرح ما لدى المجتمعين من رؤى ومقترحات لتطوير المحافظة طرحت على سموه فكرة الاستفادة من مياه سد العامر الذي يقع بالقرب من شلال خيرة وبئر القلت بوادي جدر القريب ممن منتزه الأمير مشاري بمحافظة بني حسن وتكون الاستفادة بوضع مضخات ضخمة لتقوم بتدوير مياه السد بيه وبين البئر وبين منتزه الشلال الذي يعلو البئر ويقع أسفل وادي خيرة لمواجهة شح المياه التي يتغذى منها الشلال أو عمل سد في أسفل وادي خيرة يعلو الشلال للاستفادة من مياهه ليمد الشلال عندما تقل مياهه بسبب نقص الأمطار الصيفية كما هو الحال هذا العام عن سابقه واستحسن الفكرة سموه وأيدها والذي أعتبره توجيها لجهات الاختصاص لإكمال ما يتعلق بالأمر لاسيما وأن الشلال وما حوله أصبح مميزا بما قدمت الأمانة وبلدية محافظة بني حسن من تطويرات جعلته في متناول الأسرة بل ووضعت عليه جسرا لمشاهدة مياه الشلال من القمة وحتى البئر الذي يجعل التفكير في هذا الاقتراح محل اهتمام جهات الاختصاص حتى العام القادم الذي ستشهد المنطقة كثافة عددية من السياح طوال العام . انعطاف قلم : قرية الموسى كانت ولم تزل نموذجا حيا للقرى القديمة التي تم ترميمها وإقامة الفعاليات بها إذ شهدت آلاف الزوار في ثلاثة أسابيع مضت وقرية الأطاولة تتأهب بعد مشروع الترميم والتطوير الحالي للعام القادم لتعود أفضل مما بدأت وهناك جهود لحصر القرى التي ستلحق بالقريتين إلى جانب قرية وحصون الملد التي يزيد عددها عن ٧٢ قرية كما ومجموعة من المزارع التي تم استثمارها للسياحة كانت إضافات جديدة وآهلة بالسياح في بلاد غامد وزهران وشهدت فعاليات غير عادية وعلى رأسها قرية الأطلال في النصباء ومزرعة البروقي ومزرعة الوالدين في بالجرشي ومزارع أخرى في محافظات المنطقة كروافد للسياحة في الباحة .