جبل تهلل الذي يتربع على قمم سودة عسير في الجزء الجنوبي الغربي للمملكة العربية السعودية، الواقع على ارتفاع أكثر من 3115 مترا فوق مستوى سطح البحر، حمل العديد من المسميات التاريخية ومنها جبل عسير، والجبل الأخضر وطور الغمام "الضباب". شهد هذا الجبل صولات وجولات تاريخية موثقة للبطل السعودي طامي بن شعيب المتحمي، عندما وقف سدا منيعا لمواجهة الحملة العثمانية الغازية لمنطقة عسير عام 1230هـ، بدأت هذه الإضاءة الحضارية الفعلية لهذا الوسم التاريخي عندما أطلق صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة شركة السودة للتطوير والتي قامت بالفعل في دفع عجلة الاستثمار في البنية التحتية وتطوير قطاعي السياحة والترفيه من خلال العمل على تطوير مشروع السودة وأجزاء من محافظة رجال ألمع، لتصبح وجهة سياحية جبلية فاخرة. من جانبه أكد أستاذ التاريخ بجامعة الملك خالد، الدكتور أحمد آل فايع، أن أغلب المصادر التاريخية والجغرافية قد أكدت على غنى وتميز جبال السودة وتهلل بشكل خاص بالعديد من الموارد الاقتصادية الطبيعية حيث يأتي على رأسها معدني الحديد والرصاص، إضافة إلى المركبات الكبريتية في صناعة السكاكين والخناجر والجنابي والسيوف، واستطرد يقول أن جبل تهلل كان قد اشتهر بالعديد من الصناعات الأخرى التي يأتي على رأسها الصناعات الفخارية والجلدية، تجدر الإشارة إلى أن هذه الجبال الشاهقة تتحول في موسم الشتاء إلى تلال بيضاء بفعل تساقط البرد بشكل وانخفاض درجات الحرارة إلى الصفر المئوي في بعض الأوقات؛ مما يشكل قيمة جمالية أخرى بفعل احتضان الضباب الكثيف لأعالي الجبال. الجدير بالذكر أن جبل تهلل يحيط به عدد من القرى الزراعية مثل السودة التي تقع في قمته الجنوبية، وينحدر من قمته عدد من الأودية مثل وادي تهلل ووادي قرضه وكان أهالي عسير يستخرجون منه كميات من المنتوج الحديدي الذي يطلق عليه "السحب التهلالي أو اللدمة التهللية" نسبة إلى معدن جبل تهلل الحديدي.