برعاية معالي وزير البيئة والمياه والزراعة رئيس مجلس إدارة صندوق التنمية الزراعية المهندس عبد الرحمن بن عبد المحسن الفضلي؛ وقع الصندوق اتفاقية تمويل مشروع تربية أغنام في محافظة الشنان بمنطقة حائل بقيمة إجمالية بلغت 1106 ملايين ريال، وبتكلفة استثمارية تصل إلى 2 مليار ريال، مع شركة الراعي الوطنية للمواشي، وذلك يوم الأحد 23 رمضان 1446هـ، الموافق 23 مارس 2025م بمدينة الرياض. حيث وقع العقد رئيس الائتمان التنفيذي بالصندوق التنمية الزراعية المهندس بدر بن سليمان المالك، ورئيس مجلس المديرين في شركة الراعي الوطنية للمواشي الدكتور سليمان بن عبد العزيز التويجري. وأشار الرئيس التنفيذي لصندوق التنمية الزراعية الأستاذ منير بن فهد السهلي إلى حرص الصندوق على تنوع برامجه التمويلية وشمولية القطاعات الممولة لجميع الأنشطة الزراعية، ومن ضمنها قطاع الثروة الحيوانية من خلال تمويل مشاريع تربية الماشية في مناطق المملكة بهدف تعزيز الأمن الغذائي وضمان استقرار واستدامة سلاسل إمداد الغذاء وخاصة للمنتجات الزراعية المستهدفة في استراتيجية الأمن الغذائي ومنها اللحوم الحمراء، مضيفًا أن الصندوق يسعى إلى الوصول إلى النمو الاقتصادي الزراعي الشامل والمساهمة في تحقيق الأمن الغذائي واستدامته، من خلال تشجيع ودعم الاستثمار في القطاعات الرئيسة وكذلك المنتجات المستهدفة في استراتيجية الأمن الغذائي. وأكد السهلي على أهمية الشراكة الفاعلة مع القطاع الخاص لمساعدته على القيام بدوره المهم، والاستثمار في الطلب على المنتجات الزراعية (النباتية والحيوانية والسمكية)، مشيراً إلى أن للقطاع الخاص دور آخر مهم يتمثل في دعم المخزون المحلي للسلع الغذائية وضمان استقرار الأسعار والأسواق، وتوطين واستخدام التقنيات الحديثة في القطاع الزراعي بهدف رفع كفاءة الإنتاج وتقليل استنزاف الموارد الطبيعية وموارد الطاقة، إضافة إلى دوره في تطوير التسويق والخدمات الزراعية، ورفع مستوى المحتوى المحلي وزيادة الفرص الوظيفية في هذا القطاع. ومن جانب آخر، أشاد الدكتور سليمان التويجري، رئيس مجلس المديرين في شركة الراعي الوطنية للمواشي، بالدور المحوري الذي يضطلع به صندوق التنمية الزراعية في دعم وتمويل المشروعات الغذائية والزراعية ضمن منظومة وطنية متكاملة لتعزيز الأمن الغذائي في المملكة، مؤكدًا أن اتفاقية التمويل الموقعة اليوم ستُسهم في تحقيق العديد من الأهداف الخاصة بمشروع "الراعي" لتربية وتسمين المواشي وتجهيز وتصنيع اللحوم الحمراء، خاصة أن المشروع يستهدف استثمارات تصل قيمتها إلى أكثر من 2 مليار ريال، ضمن جهودنا لتعزيز الأمن الغذائي وتحقيق معايير الاستدامة في قطاع الغذاء، وخدمة الأسواق المحلية من خلال سد فجوة الطلب، مما يسهم في تقليل الاستيراد وتحسين الميزان التجاري، إضافة إلى ذلك، فإن زيادة الإنتاج المحلي من اللحوم الحمراء يُعزز معايير التنافسية والجودة ويدعم الاكتفاء الذاتي وفق أعلى المعايير العالمية، بما يلبي تطلعات واحتياجات المستهلكين في المملكة العربية السعودية. وأضاف: "المشروع سيسهم أيضًا في دعم المحتوى المحلي عبر التعاون مع شركات ومؤسسات محلية لتوريد مكونات المشروع المختلفة، وإقامة شراكات وطنية تُسهم في دعم قطاع الغذاء المحلي ضمن مستهدفات رؤية 2030. كما يشمل توطين أحدث تقنيات تربية وتسمين المواشي وتجهيز وتصنيع اللحوم الحمراء في العالم من خلال الشراكات والخبرات العالمية، إضافة إلى توظيف وتدريب وتطوير الكفاءات الوطنية والمواهب السعودية الشابة في قطاع الغذاء، كما سيتم إنشاء وحدات خاصة بالأبحاث والتطوير في مجالات الإنتاج والنقل والتغليف والتوزيع، إلى جانب تمكين المزارعين المحليين من خلال الاستثمار في المنتجات والمعدات، وذلك ضمن سياسات الشركة الهادفة إلى توسيع دائرة المستفيدين من هذا المشروع، خاصة صغار المربين، وخلق فرص عمل، ودعم الاقتصاد المحلي للمنطقة. وفي السياق نفسه، أشار الدكتور طارق الجماز، الرئيس التنفيذي لشركة "الراعي"، إلى أن المشروع يعتمد على تطبيق مبادئ ومعايير الاقتصاد الدائري، حيث سيتم الاستفادة من مخلفات تربية المواشي ومراحل الإنتاج المختلفة، بما في ذلك الأسمدة العضوية والجلود، لتقليل الهدر وتعزيز الاستدامة، إضافة إلى استخدام تقنيات تدوير المياه في عمليات الإنتاج، مما يعزز كفاءة استخدام الموارد الطبيعية، ويحسّن الممارسات البيئية في جميع مراحل الإنتاج، منوهاً إلى أن أهمية الاتفاقية تكمن أيضًا في تسريع عملية تطوير المشروع ونمو الأعمال، ويُتوقَّع أن تبدأ المرحلة الأولى من الإنتاج في الربع الثالث من عام 2026، حيث سيتم توفير مليون رأس خلال مراحل المشروع. وأكد الجماز أن المشروع يعتمد أيضًا على استخدام الطاقة النظيفة والمستدامة في مراحل الإنتاج المختلفة، مما يُسهم في تقليل الانبعاثات الكربونية ويعزز التزام المملكة بتحقيق أهداف التنمية المستدامة، إضافة إلى تقليل البصمة البيئية وزيادة كفاءة العمليات الإنتاجية بشكل مبتكر وآمن بيئيًا، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن المشروع سيعتمد على أحدث تقنيات الاستدامة وأنظمة التغذية المبتكرة في مجال تربية وتسمين المواشي، إلى جانب تحسين الصفات الوراثية للماشية، وفق أفضل المعايير والممارسات العالمية في هذا المجال. ويعمل المشروع الجديد الذي يأتي بالشراكة بين الشركة الوطنية للتنمية الزراعية (نادك) ومجموعة المهيدب، على تربية الأغنام وتسمينها وتقطيعها وتجهيزها للتصنيع، ومن المتوقع أن يصل عدد مدخلات الماشية من الضأن والماعز إلى مليون رأس عند اكتمال مراحل المشروع، مما يعزز من جودة منظومة الخدمات الغذائية في مجال اللحوم بالمملكة، إضافة إلى المساهمة في تحقيق الأمن الغذائي ورفع معدلات الاكتفاء الذاتي، حيث وصلت نسبة الاكتفاء الذاتي من اللحوم الحمراء المحلية بالمملكة إلى 61%.