×
محافظة الرياض

الدرعية تاريخ يتجدد

صورة الخبر

الدرعية ليست مجرد مدينة ضاربة في عمق التاريخ، بل هي رمز للهوية السعودية بكل أبعادها. تأسست الدرعية على يد الأمير مانع المريدي، لتصبح مركزًا نابضًا للتجارة والثقافة في منطقة نجد. بفضل موقعها الاستراتيجي على ضفاف وادي حنيفة، ازدهرت الحياة فيها وأصبحت ملتقى للقوافل التجارية ومحطة مهمة في الجزيرة العربية. اكتسبت الدرعية أهمية سياسية كبيرة عندما أصبحت عاصمة للدولة السعودية الأولى. لعبت المدينة دورًا محوريًا في تشكيل الهوية السياسية والثقافية للمنطقة، وكانت منطلقًا لتأسيس كيان قوي قائم على الوحدة والتماسك. ومن أبرز المعالم التي تجسد هذا التاريخ العريق، حي الطريف الذي أدرج ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي. يتميز الحي بعمارة الطين التقليدية التي تعكس أسلوب الحياة في تلك الحقبة، كما أنه يحمل بين جدرانه قصصًا عن حياة المجتمع والدور السياسي والثقافي الذي لعبته الدرعية. في السنوات الأخيرة، شهدت الدرعية انطلاق مشروع “بوابة الدرعية”، وهو واحد من أبرز المشاريع التنموية المرتبطة برؤية المملكة 2030. ويُميِّز هذا المشروع قدرته الاستثنائية على تخطي الصعاب وتحقيق الأهداف الطموحة، ولا غرابة في ذلك؛ إذ من يقف على هرم إدارته هو عراب الرؤية، رئيس مجلس إدارة هيئة تطوير بوابة الدرعية، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود. يهدف المشروع إلى إعادة إحياء التراث السعودي وتقديم الدرعية كوجهة عالمية تجمع بين التاريخ والثقافة. من خلال ترميم المواقع الأثرية وتطوير البنية التحتية، يسعى المشروع إلى إبراز الهوية السعودية على المستوى الدولي، مع الحفاظ على أصالة المدينة وخصوصيتها الثقافية. يسهم المشروع أيضًا في تعزيز الاقتصاد من خلال جذب الاستثمارات وخلق فرص عمل جديدة. كما يعزز من ارتباط الأجيال الحالية بتراثهم، حيث يجمع بين الماضي والحاضر في تجربة متكاملة. يعد مشروع “بوابة الدرعية” تجسيدًا لرؤية المملكة الطموحة التي تسعى إلى تنويع مصادر الدخل، تعزيز السياحة، وتسليط الضوء على الإرث الثقافي الغني الذي تتمتع به المملكة. الدرعية ليست فقط ماضٍ عريق، بل هي أيضًا بوابة لمستقبل مشرق. إنها قصة وطن بدأ من ضفاف وادي حنيفة ويمضي اليوم بخطوات واثقة نحو العالمية. زيارة الدرعية ليست مجرد رحلة إلى الماضي، بل هي استكشاف لمزيج متقن من الأصالة والتجديد، حيث يلتقي التاريخ بالحضارة، وتُكتب فصول جديدة من حكاية هذه الأرض العريقة.