×
محافظة جازان

وقف المساعدات ولا بنص دولار لدولة فيروز

صورة الخبر

هناك مثل لبناني يقول: «اللي جرّب المجرّب بكون عقله مخرّب»، وهي الرسالة التي نوجهها لفخامة رئيس الدولة اللبنانية الذي كان خطابه في البرلمان الأسبوع الماضي رائعاً بجميع محتوياته، كونه مصفوفاً على الورق، ولكننا متأكدون أنه إذا ما جرّب تطبيقه على الخريطة السياسية اللبنانية الحالية دون أي تعديلات جذرية فلن يتحقق إلا الدمار كالعادة، خريطة تضم رئيس البرلمان الذي تابعناه على شاشة التلفزيون لرصد تفاعله مع الأعضاء على خطاب الرئيس، فلم نشاهده يصفق مؤيداً كبقية النواب الذين صفقوا بشدة ونهضوا من على كراسيهم، بينما كان الطير واقفاً على رؤوس أعضاء الحزب الإيراني، حين طالب الرئيس بـ «تأكيد حق الدولة في احتكار حمل السلاح»، وهو الركن الرئيسي لإعادة هيكلة لبنان سياسياً. فقبل واحد وثمانين عاماً، خطب بشارة الخوري يوم تنصيبه كأول رئيس بعد الاستقلال، والذي صادف يوم أمس تاريخ وفاته منذ ستين عاماً، وقد تشابهت بعض عباراته مع خطاب الرئيس الحالي كمسؤوليته تجاه الشعب والاستقلال، فمثلما أشار الخوري إلى أنها فترة حرجة أثناء الحرب العالمية، فقد تحدث جوزيف عون عن الوضع الحرج الآن بعد الحرب، وعليه نقول لفخامة الرئيس: لا يمكن إعادة هيكلة لبنان كما فندتم بخطابكم إلا بكبح مصالح الأحزاب، وتقليم أظفارها ليثق بكم العالم، أما نحن فلا نتدخل بالشأن اللبناني، ولكننا حريصون على أموالنا العامة كمواطنين بدولة خليجية فاقت تمويلاتها لكم من خلال الصندوق الكويتي والعربي ما يقارب المليار ونصف المليار دولار، وسنحث قيادتنا على عدم إعادة تمويل لبنان ما لم تقوموا باسترجاع أموالكم العامة المنهوبة، ومحاسبة السياسيين المتورطين، وإنشاء صندوق داخلي للإعمار تموله أحزابهم بملياراتها، وإعلان نتائج التحقيق مع حاكم مصرف لبنان السابق ومحاسبته، حيث يشير تقرير «بنك أوف أميركا» إلى هروب 21.3 مليار دولار خلال أربع سنوات، وما قيل عن مئات المليارات في بنوك سويسرية يعود بعضها لسياسيين لبنانيين. إنه من الواضح وصول مواطنين لبنانيين إلى خط الفقر بعد حبس حساباتهم وودائعهم التي على الرئيس الحالي فك الحظر عنها في حين سرق بعض السياسيين وهرّبوا أموالهم للخارج، مع استمرار احتدام الصراع بينهم، وبطلان معايير الشرف السياسي الذي انكشف بين النواب بتلاسنهم في جلسة قسم الرئيس بالبرلمان الأسبوع الماضي، في حين أن الشعب أكثر وفاء وعطاء للدولة، ومنهم الفنانون كفيروز التي قامت بحملة دعم للبنان في عز الحرب لرفع معنويات الشعب، وآخرون قاموا بالتبرع بعشرات الملايين من أموالهم الخاصة، غير المسروقة، كراغب علامة وإليسا وهيفاء وهبي ومايا خليفة، وغيرهم، وذلك من منطلق شرف المواطَنة الذي بالمفارقة تفوقوا فيه على بعض النواب الذين يدعون الشرف! وعليه، نُصر على حث قيادتنا الحكيمة على وقف تقديم التمويل والمساعدات للبنان، ولا بنص دولار واحد، حتى تتم إعادة هيكلته وعودة أمواله المنهوبة، في دولة نشكك فيها بالشرف السياسي لبعض مسؤوليها رغم ثقتنا بشرف مواطنيها، وحتى إذا رحنا إلى أبعد من هذا بالمبالغة في ثقتنا حتى بالشرف الوطني للفنانين منهم كهيفاء وإليسا وفيروز! *** إن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي.

احمد سعيد درباس

JCC

  • Feb 20 2017 12:00AM
المنطقة الشرقية