من الدهشة والإعجاب إلى الأكثر اندهاشاً وإعجاباً، حيث يأخذنا وطننا الكبير «المملكة العربية السعودية» في كل جديد يعرضه وفي جميع المجالات والمسارات، دعوني أرافقكم إلى التظاهرة البارزة والكبرى والأشمل صحة ليس على نطاق الوطن العربي فحسب، بل العالم أجمع، أدهشنا «ملتقى الصحة العالمي» في نسخته السابعة، وهو يأخذنا إلى وصف مشهد الرعاية الصحية المتطور في وطننا، ويناقش التوجهات المستقبلية في الرعاية الصحية مع المبتكرين والرواد في المجال. والذي أطلق على فعالياته التي استمرت ثلاثة أيام «استثمر في الصحة»، ليس لأنه واحد من أكبر المعارض الصحية في العالم، وليس لأنه يجمع الصفوة البارعين من شركات عالمية في مجالات الممارسات والابتكارات، والتقنيات الطبية الحديثة. ويعرض الأدوار الرئيسية للرعاية الصحية في تأثير البيانات على اتخاذ القرار وتجربة المريض، واستخدام الذكاء الاصطناعي في معالجة الأمراض غير المُعدية، والاستفادة من الجينوم، وغيرها من التقنيات المتطورة، مما يجعل من ملتقانا الصحي العالمي على الدوام فرصة جليّة لاستكشاف الفرص الصحية في هذا العالم المتسارع، بل لما تحتله هذه التظاهرة الفريدة من منزلة عالية بين غيرها من الملتقيات النظيرة، دعمت وجودها وجعلتها أيقونة ينتظرها بكل شغف الشرق والغرب من المهتمين بالصحة أو من الساعين للحاق بركب الاستثمار فيها. «ملتقى الصحة العالمي 2024» الذي شهد خلال فترة إقامته بمركز الرياض للمعارض والمؤتمرات، بملهم شمال مدينة الرياض، حضوراً لافتاً كالعادة، وكثافة بشرية كبيرة، تم طرح العديد من الفرص الاستثمارية، بمشاركة أكثر من 1000 مستثمر، و60 شركة ناشئة، ومجموعة كبيرة من رواد الأعمال، وضم أكثر من 100 جلسة حوارية، إلى جانب العديد من الابتكارات، والمنتجات، في أكثر من 9 مجالات صحية، وذلك بمشاركة أكثر من 500 متحدث. في «ملتقى الصحة العالمي 2024»، تقف الابتكارات في تقنيات الخيال العلمي وحلول الذكاء الاصطناعي شامخة تُشهِر نفسها، وتعرض مستجداتها ومبادراتها التي تتسارع لتحويل خدماتنا الصحية الجميلة إلى أكثر الخدمات تأثيراً وإيجابية وروعة لتحسين جودة العلاج فيها. جولات بين الجلسات والأجنحة والأركان ومناطقه المميزة واتفاقياته وشراكاته المتعددة توضح التنافس الإيجابي الجميل بين الوزارات والمؤسسات الحكومية في وطننا لتقديم الأحدث والأجمل في مجال صحة الإنسان، وفي الأعمال والابتكار تحقيقًا لمستهدفات برنامج تحول القطاع الصحي ضمن رؤية المملكة 2030 في تحقيق مجتمع حيوي ينعم بحياة صحية عامرة. مبادرات ستشهد النور قريباً على أرض واقع المسار الصحي في المملكة، ستجعل منها مركزاً لمواجهة التحديات الصحية العالمية، ولا غرابة؛ فهي تحمل بصمات الإبداع التي تفيض نجاحاً، ومنجزات كانت بدايتها منذ أن تأسست وزارة الصحة في 26 من شعبان 1370هـ، حينما آمن موحد هذا الكيان الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- بأن الطريق إلى النمو والتقدم والتطور ينطلق من بوابة الصحة فمنحها اهتمامه الخاص وأعطاها عنايته الكبيرة، واستطاع لفت أنظار العالم إلى هذه البوابة التي فيها أصبح سلاح الشفاء والعافية لمن أرادها من المواطنين والمقيمين. وفي عصرنا الحاضر الزاهر، عهد خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده -حفظهما الله-، يشهد قطاع الرعاية الصحية في وطننا الحبيب نمواً وتحوّلاً كبيرين، بما يتماشى مع رؤية 2030.