كيف لقلبٍ أن يجمع كل هذا الحب؟ كيف تتشابك ذكريات المدن مع نبضات القلب، كيف تغزوها؟. يصبح كل منها جزءاً لا يتجزأ من الذات؟ عندما تتأمل في مسارات حياتك، تجد أن الأماكن تترك بصماتها في القلب والعقل، وتصبح أكثر من مجرد جغرافيا. هذه المدن ليست محطات عابرة في حياتي، بل قصص حب أعيشها في الذاكرة والمشاعر. الخبر مسقط الرأس والعشق: المدينة التي شهدت ولادتي، هي البداية، كيف أنسى دفء شمسها، ورائحة بحرها الذي كان يتسلل إلي كصوت يهمس في أذن طفل. في شوارع الخبر، تعلمت أن أخطو في الحياة. الظهران طفولتي وحنين لا يزول: الظهران هي المكان الذي عشت فيه طفولتي، حيث قضيت أجمل أيام حياتي. كل زقاق «داعوس» وكل شجرة وكل لحظة كانت مملوءة بالاكتشافات والدهشة. في حي «سعودي كامب» كانت الحياة بسيطة، لكننا عشناها بكل شغف. اللعب مع الأصدقاء في الشوارع الترابية الهادئة، الذهاب إلى المدرسة على الدراجة والأقدام أحيانا. جدة التي علَّمتني كيف أنمو: المدينة كانت أكثر من مجرد مدينة عمل، كانت بوابة النضج، حيث انطلقت نحو آفاق جديدة في مسيرتي المهنية والشخصية. هي المدينة التي أعطتني الفرصة لأتطور مع تطورها، لأتعلم من أمواجها الهادئة وحياتها السريعة في نفس الوقت. سان دييغو مدينة الأحلام الجامعية والشواطئ الهادئة: ثم تأتي سان دييغو، المدينة الأمريكية التي كانت بوابة العالم بالنسبة لي، تخرجت منها جامعياً، ولكنني تعلمت منها أكثر من مجرد الدراسة. سان دييغو علمتني كيف أعيش الحياة بمتعة وهدوء، شواطؤها الساحرة، وهواؤها المنعش، وجمال طبيعتها. الرياض عاصمة القلب وروح الوطن: أخيراً، الرياض، المدينة التي لا تشبه غيرها، الرياض ليست مجرد عاصمة، بل عاصمة القلب. في هذه المدينة يتجلى الوطن بكل معانيه، الرياض تجعلني أتنفس وطنا. نهاية الأماكن كلها مشتاقة لك والعيون اللي انرسم فيها خيالك منصور الشادي @karimalfaleh