بدأت مساءلة الوزراء في الحكومة الجديدة تطفو على السطح في وسائل الإعلام وتبان بعدم التعاون المطلوب بين السلطة التشريعية من بعض النواب للحكومة كبادرة للتأزيم الذي يعرقل سير العمل البرلماني من بعض النواب الناجحين أو الفائزين بعضوية مجلس الأمة بالتهديد والوعيد كأنهم يخاطبون تلاميذ المدارس في صفوفهم الخائفين والمرتدعين والمرعبين في بداية عامهم الدراسي حتى لم يعرفوا اسم المدرسين الذين يدرسونهم بالمادة التي يدرسونها. هذا الذي يحصل مع الأسف الشديد تماماً مع بعض أعضاء مجلس الأمة بالتهديد والوعيد والاستجوابات لوزراء الحكومة التي بعضها من محور واحد معد مسبقاً قبل التشكيل الحكومي من بين برامجهم الانتخابية إذا فازوا بالوصول إلى قاعة عبدالله السالم بدون أن يفصحوا للناخبين حتى لا يخسروا أصواتهم وذلك قبل التشكيل الحكومي، والبعض قاصدين وزراء معينين لو كانوا ضمن التشكيل الحكومي سيوجه إليهم الاستجواب في محاور في وزراتهم في أمور لا يعرفون عنها أي شيء لأنها كانت ضمن الوزراء السابقين وذلك يضيع وقت الحكومة والمجلس ضاربين بعرض الحائط القسم الذي أقسموه قبل أن يتولوا أعمالهم في المجلس ولجانه بما جاء في المادة 91 وهي أهم مادة في الدستور لأن على ضوئها يمارس النواب أعمالهم في المجلس. إن طرحنا موجه لبعض نواب مجلس الأمة مستلهمين كلامنا من برامجهم الانتخابية التي أعلنوها في أثناء ترشحهم لمجلس الأمة. لم نسمع عن الاستجوابات ولا التهديد والوعيد حتى لا تؤثر على ناخبيهم لعدم انتخابهم. ولم نسمع محاور الاستجوابات المعدة مسبقاً في ملفاتهم قبل إجراء العملية الانتخابية لأنهم مبيتين النية لاستجوابات الوزراء الذين لا يعرفون أسماءهم ولا وزراتهم التي سيتقلدونها . إننا في بلد ديمقراطي يقوم على أسس سليمة في مجلس الأمة وضع له دستور للبلاد مستوحى من واقع الكويت لا يجب أن نحيد عنه بل يجب العمل بمواده . إنني لا أتحامل إطلاقاً على أي نائب في المجلس مع أني مارست حقي في الانتخاب، لذلك أكن كل التقدير والاحترام للنواب الأفاضل مع تقديري لأفراد الشعب الذين انتخبوهم. إن الأمور يا سادة يا كرام لن تستقيم وتستقر في قاعة عبدالله السالم إذا كان هناك التلويح بالتأزيم وعدم التعاون مع الحكومة مقدماً قبل أن تبدأ جلسات مجلس الأمة في دور الانعقاد غير عابئين بمصلحة الوطن والمواطنين. واضعين أمام ناظريهم الاستجوابات لعرقلة العملية الانتخابية التي قد تطيح بالوزير المستجوب بطرح الثقة به ليأتي وزير آخر يحل محله يمارس نفس اختصاصات الوزير الذي طرح الثقة به مع تغيير اسم الوزير وليس العمل الذي يمارسه وما رحنا ولا جينا والمتضرر المواطن. إن المفروض أن يبتعد نواب مجلس الأمة عن الاستجوابات ولو أنها حق دستوري لهم وأن يركزوا على الديمقراطية السليمة التي يجب السير بها في جميع مناحي الحياة في دولة الكويت بما في ذلك العمل في مجلس الأمة محور حديثنا. وإلا سيظل الشعب حائراً بين حانه ومانه مع مجلس الأمة منتظراً تجديد العهد بالتقدم والازدهار بعيداً عن التأزيم والتأكيد على التعاون مع الحكومة. ويبقى السؤال المهم المحير الذي لم أجد له جواب إطلاقاً ولا يدخل في عقل الإنسان الواعي المثقف سؤال في استجواب من محور واحد للوزير المسؤول عن الوزارة التي سيتقلدها بطلب الإجابة من النائب بسؤاله للوزير الذي لا يعرف شيئاً عما جاء بمحور الاستجواب ليكون الرد إعطاء مهلة من الوقت لأجاوب على سؤالك لم أكن أنا مسؤول عنه، ولا يجب تحميل الوزير الجديد في الحكومة ما حدث مع وزير سابق بنفس الوزارة. إلا إذا كان القصد من النائب البروز الإعلامي في استجواب محور واحد، وهذا بداية للتأزيم وعدم التعاون من النائب أو النواب في عرقلة المسيرة البرلمانية منذ بدايتها في أولى جلساتها.