لبلادي المملكة العربية السعودية أساسها الشرعي المتين المنطلق من العقيدة الصحيحة التي لا تقبل المزايدات واجهت وتواجه به فكر التطرف والإرهاب الذي طالها شره وأذاه منذ عقود، دافعها ديني شرعي قبل أن يكون سياسياً أو مصلحياً، وقرر علماؤنا قديماً وحديثاً ضلال وانحراف هذه المناهج التكفيرية التي تأتي «داعش» أبرزها على المشهد، تلبست بلبوس الدين وهو منها براء، ولا يزال مليكنا أعزه الله- ساعياً بصدق ونصح لمحاربة الإرهاب في العالم كله، وأشد يؤلمه انحراف أبناء وطنه في هذا المسلك الوخيم ففي كل كلماته التي ارتجلها حفظه الله- أخيراً منذ ما يربو على عام يظهر فيها بجلاء أساه البالغ على من انجرف من أبنائنا في أتون هذه الصراعات، فموقف بلادنا وقيادتنا معلوم ظاهر قائم على سوقه في رفضها للإرهاب بأشكاله كافة وأياً كان مصدره. «أما قبل»: فإن فزع شرطي العالم اليوم من داعش أو غيرها ومحاولة حشد العالم لحربها مثار استفهام كبير، أين كان هذا التداعي والاستنفار السريع حينما مارس بشار أعتى وأبشع جرائم الإرهاب في شعبه الأعزل؟! يا شرطي العالم: أين كنت حين دكت إسرائيل غزة على رؤوس أهلها الصائمين وأطفالها الجياع المساكين؟! يا شرطي العالم: ألا يزعجك ما تتعرض له بورما وأراكان وعموم إفريقيا الوسطى من ظروف قاسية ومجاعات هائلة من حكومات عنصرية مستبدة؟! يا شرطي العالم: ألم يكن بوسعك حشد هذا الثقل والتداعي السياسي والعسكري لحجز الظالم عن ظلمه وحقن الدماء قبل أن يستفحل الخطر ويعظم الشر؟! يا شرطي العالم: ألا ترى الممارسات ضد المكون العربي السني في العراق وسوريا التي لا تقل وحشية وقبحاً عن صنيع داعش ولكنها بدوافع مذهبية وعنصرية، وتدعمها وتمولها إرادة حكومية معلنة؟! أجمع ثلة غير قليلة من المفكرين في الشرق الأوسط والمحللين السياسيين، بل حتى كتّاب الرأي العرب في قراءاتهم للحالة الراهنة على أن هذه الانتقائية التي يمارسها شرطي العالم في محاربة الإرهاب هي دلالة غياب الإنصاف ونذير شؤم على منطقة الشرق الأوسط والعالم. ولذا استقرأ ذلك برؤية بصير وحكمة خبير خادم الحرمين الشريفين حفظه الله- حينما حذّر أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية أن الإرهاب سيطالها ما لم تواجهه..! وصدق الملك فعليها مواجهته بإنصاف وحزم لجميع القضايا العادلة في العالم لأن الكيل بمكيالين كفيل بتأجيج الصراع وازدياد أوره وتعاظم شرره وتكاثر داعش وأمثالها وتوالدها في مناطق الصراع..! نعم نحارب داعش ونقطع دابرها لأنها ضرر أول ما تكون على الإسلام الذي تتسمى به؛ لكننا لا نغفل من يمارس ذات الممارسة في أقطار أخرى! ولتبقى بلادي شامخة بعزة إباء؛ إن ربي لطيف لما يشاء! * كاتب وإعلامي رابط الخبر بصحيفة الوئام: داعش وأخواتها