×
محافظة العقيق

مستشفى العقيق العام: طوِّروه أو أغلقوه..!

صورة الخبر

قبل ما يقارب أربعين عاماً، وفي تاريخ 13/ 4/ 1393ه، كتب الشاعر الناثر الشاب سعد الحميدين في زاويته الأولى في هذه الجريدة التي كانت بالعنوان أعلاه، كتب ما يلي: («والذي نفسه بغير جمال لا يرى في الوجود شيئاً جميلاً» .. على مساحة قدرها صفحة "فولسكاب" ، تحدد القلم وانكمش وتعرج في انعطافات عديدة، ليبرز صورة استمد ملامحها من إملاء العقل.. ولمسات القلب .. فكان البوح بالعبارات الشاعرية.. فعندما يكون الإملاء عقلانياً قحا.. تؤطره الصلابة والقوة.. صلابة النظريات وقوة النِّسب.. ولكن .. إذا عمل القلب بفرشاته ولون العقلانيات.. فإنها تذهب إلى أكبر مدى في نفس المتلقي.. والمتلقي اللهفان يبحث باستمرار عما يلامس قلبه وعقله معاً.. ففي الغذاء العقلي فائدة.. ولمسات القلب متعة.. فإذا اقترنت الفائدة بالمتعة كانت"اللذة".. فالحياة الجافة الجامدة التي تخدشها النظريات والنسب لا يقوى عليها إلا من وهب نفسه لها.. أما السواد الأعظم فللعقل والقلب النصيب الأوفر في القبول.. ودائماً ما يكون القلب هو المضفي على الأشياء طابع القبول والتذوق. وكل قلب شاعر بالجمال يصور للآخرين أبعاد ذلك الجمال.. وكل نفس متلبكة تصيب الآخرين بعسر القبول فلا يقبلون على نتاجها مهما كان إلا بعد جهد كما أن قابلها نادر جداً وهم العلماء والفلاسفة. إذاً الكاتب عندما يريد الاستيلاء على جماعات القارئين لابد له من تصوير نفسه دون رتوش.. فالناس يبحثون عن الصادق أبدا.) انتهى. أسارع هنا، وأسجل أنه ما من قدرة لديّ ولا من قوة خارقة تستحضر ما كتبه شاعر أو كاتب قبل أسبوع فضلاً عما يقارب أربعين عاماً، ولكن الفضل يعود إلى مذكراتي الجامعية آنذاك التي سجلت فيها هذا النص إلى جانب نصوص أخرى أعجبتني. المهم أن الشاعر الناثر الأستاذ سعد الحميدين استمر شاعراً شاباً وناثراً حداثياً وصحافياً يعمل داخل المعترك الإبداعي لم يكل ولم يمل ولم يبتعد عن عشقه بأي سبب أو دافع، وأكاد أجزم -- وأنا بذلك زعيم -- بأنه الصحافي الوحيد الذي ربط وجوده بجريدته؛ لم يبتعد ولم ينتقل ولم يتحول، وتسلح بغير قليل من الجد والمثابرة والصدق والإخلاص، اتفق معه من اتفق واختلف من اختلف. ومناسبة تسجيل هذه الحلقة من زاويته (شيء قد يهم) هي أن هذا الشاعر الرائد الناثر المجيد الصحافي المثابر قد ترجل عن صهوة كفاحه ومثابرته في المعترك العملي قبل عيد الفطر المبارك بأيام، ولكنه أبقى على إطلالته في زاويته الثقافية في الملحق الأدبي، ولم يقطع صلته ووفاءه لجريدته، وذلك يكفينا نحن المحبين له.. نعم يكفينا من الرواد والمثقفين وذوي العلاقات والصلات المميزة مع الأوساط الفنية ألا نحرم من إبداعهم وفكرهم ومشاركاتهم وإطلالتهم الجميلة، في الوقت الذي يسعدنا فيه أن ينعموا بالراحة والطمأنينة والهدوء وراحة البال. إنني --واحد من الذين تتلمذوا على نصوص الأستاذ سعد الشعرية والنثرية --- أشد على يده وأحييه، وأدعو له بالصحة والعافية وبطول العمر على خير بإذن الله. لن ننسى أبداً(شيء قد يهم) ولن ننسى (لمحات) ولن ننسى (رسوم على الحائط) ولا (خيمة أنت والخيوط أنا) ولا (أيورق الندم) ولا (ضحاها الذي) ولا (وتنتحر النقوش أحياناً) ولا (وللرماد نهاراته). ** خاتمة.. من شعر سعد الحميدين: (يا أيها الحادي.. قدامك الوادي.. هل تسمع الشادي.. يولد الألحان؟..).