(مكة) – حوار – عهود الزهرانيباتت الجهود التكاملية بين القطاعات الأمنية المختلفة واضحة بمهرجان أرض المعرفة والترفية بجدة، ولم يخفَ علينا إبراز دورها التوعوي في المقام الأول، والذي لا يبتعد كثيرًا عن إلقاء القبض على المجرمين وملاحقة المشبوهين. ومن المعروف أن الأمن الفكري، أحد أبرز وأهم أدوار وزارة الداخلية، والتي تعكف دائمًا على استباق الجرائم قبل وقوعها بدءًا بالتوعية الفكرية والتثقيفية ثم بالضربات الاستباقية للجناة والمجرمين. وأمام هذه الجهود التي تبذلها الأجهزة الأمنية في حماية أمن الوطن والمواطن، كان لصحيفة “مكة” الإلكترونية وقفة جادة وحديثًا مطوّلًا مع أحد مدير الشؤون الوقائية بمديرية مكافحة المخدرات بمنطقة مكة المكرّمة المقدم ناصر الزهراني.وأول الأسئلة من صحيفة “مكة” للمقدم الزهراني، عن المبادرة النوعية التي تقدمت بها مديرية مكافحة المخدرات بمنطقة مكة المكرمة، وتقديمها نموذجًا مميزًا في هذا الصدد، – هل تحدثنا عن الفكرة من أين أتت والأهداف المرتبطة بها؟ استعانت المديرية بأحدث الأساليب التوعوية التي أظهرت الجانب الآخر من أضرار المخدرات ومدى تأثيرها على الشخص وأسرته ومجتمعه ككل، وسعت للخروج بشغل مبتكر غير تقليدي في عرض فكرتها التوعوية في المتاهة التي تجسد معاناة مدمني المخدرات بواقع مسرحي محترف ومتطور”.“وفي المعرض التابع للمديرية تم عرض الوسائل التي يبتكرها مهربو المخدرات، والأنشطة التوعوية لتعريف المجتمع بالعقاقير الممنوعة والمحظور استخدامها إلا بتوصية طبية، وعرض أدوات التعاطي المختلفة التي تصاحب المتعاطي في المراحل المختلفة”.كما لَم تغفل المديرية عن توعية الطفل وتعزيز المسؤولية الوطنية والذاتية لحماية نفسه ووطنه وزيادة وعيه حيال أصحاب الفكر الضال بالأفكار البسيطة والمحببة للطفل عن طريق تعزيز المهارات باللعب، كما استضفنا الجهات ذات الصلة لإبراز الجهود وتكاتف تلك الجهات ضد محاربة هذه السموم لنحظى بمجتمع يسوده الأمن والأمان”.لم يقتصر دور المكافحة في إلقاء القبض على المروجين والمهربين وهذا ما اتضح خلال هذه التوعية ؟نعم لا يقتصر عملنا على متابعة وقبض المهربين والمروجين والمتعاملين بالمخدرات، فهدفنا هو التوعية في المقام الأول وهذا ما دفعنا إلى إقامة هذه الخيمة التوعوية بكل مرافقها والتي نُوعت بأشكالها التوعوية لتناسب جميع الفئات بمختلف الطبقات الاجتماعية لتصل الرسالة لكل فئة بلغتهم الفكرية”.لاحظنا اهتمامكم بتوعية الطفل تجسّد في المخيم المعد له، ما هي المعلومات المراد غرسها في أذهان الأطفال؟أولاً نريد تعزيز الهويات المختلفة لدى الطفل سواء الوطنية أو الفكرية أو الأمنية والقيم الأخلاقية، كما نريد أن نعزز فيه المسؤولية تجاه نفسه أولاً ثم وطنه ومجتمعه ونُظهر له الصور المختلفة والأدوار التكاملية التي نخدم فيها وطننا ونرتقي فيه”.تنوعت الاستضافات للمهرجان ما بين رياضية واجتماعية ورسمية. برأيكم هل أسهمت بنشر التوعية؟ المقدم ناصر الزهراني: “سعينا إلى أن نستقطب كل ما يستهوي فئات المجتمع بمختلف شرائحه واهتماماته للتواجد والمساهمة في نشر الوعي حيال آفة المخدرات الخطيرة، فكلنا جنود هذا الوطن المعطاء وكل منا يخدمه بما يتناسب مع إمكانياته وإمكاناته البشرية، فقد عمل رجال وزارة الداخلية بكل قطاعاتها بإظهار الصورة الإيجابية التي تعكس تصديهم لهذه الآفة البغيضة”.وأضاف: “عملت المديرية على التنوع بعروضها من وسائل وأدوات وتقنيات وإيضاح دور الأجهزة الحكومية المختلفة والمعنية بهذه القضية كحرس الحدود والجمارك التي تضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه تدنيس هذا الوطن الكريم بتهريب المواد من خارجه وفي هذا المقام أشكر جميع الجهات التي شاركت في هذا المهرجان وسعت لتحقيق أهدافه”. من الفئة المستهدفة في هذه التوعية؟ وهل لاقت الفكرة ترحيبًا من فئات وأعمار معينة؟كل فئات المجتمع هي أولى اهتماماتنا من الطفل الصغير إلى الشيخ الكبير وسعينا لخدمة الجميع واستقطاب ما يلامس اهتماماتهم في مكان واحد ليتسنى لنا توعيتهم، الإعجاب بالفكرة من الجميع ولله الفضل والمنة فالكل يشيد بالجهود المبذولة والمتنوعة، فخروجنا بالتوعية بهذا الشكل الجديد ساعدنا لتحقيق الأهداف التي من أجلها أنشئت الفعالية”. ما هي الأهداف التي تسعى الحملة التوعوية للوصول إليها ؟ المقدم ناصر الزهراني: “نسعى في توعية مجتمعنا وتثقيفه حول آفة المخدرات والمؤثرات العقلية من خلال تنفيذ البرامج الحديثة، والعمل على وقاية المجتمع وتحصينه من الوقوع في براثين المخدرات والمؤثرات العقلية ورفع مستوى وعيهم تجاه هذه الآفة، وكسر حاجز الخوف الذي تكّون لدى فئات معينة من أفراد المجتمع ضد جهاز مكافحة المخدرات، ونعمل على مساعدة من وقع في إدمان المخدرات بتسهيل إدخاله لمستشفى الأمل وعلاجه من التعاطي”. كلمه أخيرة تلقيها عبر صحيفة “مكة”؟في الختام أشكر جميع وسائل الإعلام التي شاركت وساهمت في نشر الرسائل التوعوية وتغطية أحداث المهرجان لتصل التوعية لأكبر شريحة ممكنة وأخص بالشكر صحيفة مكة الإلكترونية على هذه التغطية”. “كما أوجه دعوة للأسر وأولياء الأمور بزيارة هذا المهرجان باصطحاب أبنائهم وزيارة الخيمة الذكية والاستفادة من البرامج والدورات التدريبية والتي تقدمها مديرية مكافحة المخدرات بمنطقة مكة المكرمة مجاناً لتوعية الأبناء وحمايتهم من هذه الآفة وهذه فرصة لكل أسرة وخاصة بأن موقع المهرجان على الكورنيش وجميع الخدمات الترفيهية والمطاعم متوفرة في نفس الموقع”.