وجهت السعودية تحذيرا اليوم الأربعاء بعدم التدخل في الصراع الدائر في العراق الذي قالت إنه قد يتصاعد إلى حرب أهلية شاملة تتخطى آثارها الحدود العراقية. وأعلنت الامارات انها استدعت سفيرها في بغداد للتشاور وانتقدت ما وصفته بالسياسات الطائفية للحكومة العراقية. وتزامنت بيانات السعودية والامارات مع تحذير إيراني بأن طهران لن تتردد في الدفاع عن المواقع الشيعية المقدسة في العراق ضد "القتلة والارهابيين" في أعقاب مكاسب ميدانية حققها مقاتلون سنة هناك. وقال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل إن العراق يواجه حربا أهلية شاملة ذات عواقب وخيمة على المنطقة. وفي كلمة أثناء مؤتمر لوزراء خارجية دول منظمة التعاون الاسلامي في جدة حث الأمير سعود الدول التي يعصف بها العنف على تلبية المطالب المشروعة لشعوبها وتحقيق المصالحة الوطنية من دون أي تدخل اجنبي أو جداول أعمال خارجية. وقال "هذا الوضع البالغ الخطورة الذي يجتازه العراق حاليا يحمل في ثناياه نذر حرب أهلية لا يمكن التكهن بمداها وانعكاساتها على المنطقة." وقال الأمير سعود إن الحرب المندلعة منذ ثلاث سنوات في سوريا زادت حدة الاضطراب الداخلي في العراق. وأضاف "يبدو أن إفرازات الوضع السوري قد أوجدت مناخا ساعد على تعميق حالة الإضطراب الداخلي السائد أصلا في العراق." وفي معرض إعلانها استدعاء سفيرها في بغداد قالت الامارات انها قلقة من أن السياسات "الطائفية" للحكومة العراقية قد تؤدي إلى تصاعد حدة التوتر السياسي وتفاقم الوضع الأمني هناك. وفي بيان نشرته وكالة أنباء الامارات الرسمية قالت وزارة الخارجية ان الامارات تعارض أي تدخل في شؤون العراق وتسعى نحو تشكيل حكومة وحدة وطنية. وقال البيان إن الوزارة "تعبر عن بالغ قلقها من إستمرار السياسات الاقصائية والطائفية والمهمشة لمكونات أساسية من الشعب العراقي الكريم." وحملت السعودية المالكي يوم الاثنين المسؤولية عن الأزمة العراقية مشيرة إلى ما أسمته سنوات من "السياسات الطائفية والإقصائية" لحكومته تجاه الأقلية السنية في البلاد.