في العراق، دخلت معركة تحرير غرب الموصل من قبضة مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية مرحلة أكثر تعقيدًا مع اقتراب القوات العراقية من قلب المدينة القديمة المكتظ بالسكان، لتتحول المواجهات إلى حرب شوارع في الأزقة الضيقة، يزيد من صعوبتها سوء الأحوال الجوية. اللواء حيدر أبو ضرغام من الشرطة الاتحادية العراقية قال : “الطقس غائم وممطر لكن قواتنا تتمكن من التقدم باتجاه الأهداف المرسومة لها، وخلال ضربات قليلة وخطوات قليلة سنصل إنشاء الله إلى جامع النوري، حيث كان يعمل أبو بكر البغدادي”. وتتميز مدينة الموصل القديمة بمنازلها المتلاصقة وشوارعها الضيقة التي لا تسمح بمرور العربات المصفحة التي تستخدمها القوات الأمنية، وهو ما يجعل معارك استعادتها أكثر خطورة وصعوبة. ويوجد في المنطقة جامع النوري الكبير الذي أعلن منه زعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي “الخلافة” في شهر حزيران/ يونيو من العام 2014. في الأسبوع الماضي، سجلت حركة نزوح كبيرة للمدنيين من مناطق الصراع في الموصل ليفوق العدد 32 ألف نازح، وسط صعوبة في استيعابهم داخل المخيمات، وتوفير المساعدات لسد حاجاتهم. منظمات إنسانية أعربت عن مخاوف متزايدة على سلامة المدنيين لأن مقاتلي التنظيم المتشدد يقاتلون من البيوت والمناطق ذات الكثافة السكانية الكبيرة، مايهدد حياة السكان ويجعلهم عرضة لنيران طرفي الصراع.