في معرضه بمؤسسة المعمل داخل أسوار البلدة القديمة من القدس، يقدم بنجي بوياجيان ستة أنماط زخرفية نفذت بالألوان المائية على الورق، تحاكي البلاط المزخرف المتآكل الذي يغطي أرضيات المباني التقليدية القديمة في فلسطين. وافتتح معرض "شقاق" -وهو نتاج مشروع فني بحثي استغرق ست سنوات من العمل- يوم 8 مارس/آذار الجاري ويستمر حتى 28 أبريل/نيسان المقبل. يقول بوياجيان إنه حاول من خلال الرسومات التذكير بفلسطين كمكان على مفترق طرق تعرضت وتتعرض لتغييرات متكررة يحدثها العابرون في تاريخ المكان. إعادة الاعتباروأضاف في حديثه للجزيرة نت على هامش افتتاح المعرض، أن "شقاق" محاولة لإعادة الاعتبار إلى حرفة قديمة امتهنها الفلسطينيون بعد أن وصلتهم من إسبانيا مع نهاية القرن الثامن عشر، وذلك في عصر تسود فيه الآلات والأتمتة.السلسلة الملحمية.. رحلة في تاريخ الأرض وانعكاس الفضاءات من حولها(الجزيرة) وأطلق بوياجيان على سلسلة الأنماط الزخرفية الستة التي عرضها أسماء تعكس رؤيته للمشروع، فسلسلة "تقحيط" أول إنجازاته للمعرض، واستوحى اسمها من عمليات المحو و"التقحيط" التي رافقته منذ بداية مشروعه وحتى اللحظات الأخيرة لبناء المعرض. أما السلسلة الثانية فسماها "المأزق"، وهي مجموعة رمزية للوحة الشطرنج، حين يصل اللاعبون إلى مرحلة لا يستطيعون فيها التقدم والفوز، يستمرون بإزاحة الأحجار إلى ما لا نهاية. وبينما اعتبر بوياجيان أن مشروعه الفني عبارة عن نزوات وأخطاء متعاقبة، فقد أعاد رسم كل سلسلة عشرات المرات، حتى وصل إلى نتيجة نهائية مرضية وقابلة للعرض، فأطلق على المجموعة الثانية اسم "النزوة". وفي رحلة في المساحات، رحلة في تاريخ الأرض وانعكاس الفضاءات من حولها، أخذ بوياجيان زوار المعرض مع سلسلة "الملحمة". وجعل صاحب مشروع "شقاق" سلسلة "الوردة الزرقاء" قريبة من ضوء الشمس الذي يتسلل إليها من فتحة بالسقف، انعكاسا لرؤيته بأن كل شيء يبدأ باللون الأزرق، واللون بدون ضوء لا يساوي شيئا.بوياجيان: حاولت من خلال الرسومات التذكير بفلسطين كمكان على مفترق طرق (الجزيرة) معمل بلاطوتلخص سلسلة "مغناطيس" -وهي عمل فيديو- أعمال بوياجيان في مشروع "شقاق"، عرضت عبر شاشة إلكترونية جميع الرسومات، سلسلة تعكس التجاذب وتحاول لفت الانتباه إلى التفاصيل. من جهته أشار مدير مؤسسة المعمل جاك برسكيان إلى أن المكان الذي عرضت فيه اللوحات كان معملاً للبلاط لعائلة قسيسية المقدسية، وجاء المعرض ليقام في المؤسسة يتناول تاريخ البلاط ويتعمق في تفاصيله. وذكر أنه سيتم إصدار كتيب يوثق العمل البحثي لبوياجيان وأعماله الفنية، ويناقش من خلاله الجوانب الجمالية والتاريخية والسياسية والاجتماعية والفلسفية التي تحيط بالمشروع من خلال مقالات لمجموعة من الفنانين. ومؤسسة المعمل هي معمل بلاط سابق أسسه الفلسطيني خليل قسيسية عام 1900، ولم يبق من أدوات المعمل سوى جهاز تنظيف البلاط.