×
محافظة المذنب

عبد الله العسكر ولوعة الغياب - محمد عبد الرزاق القشعمي

صورة الخبر

كان من أهم نتائج تقرير القاضي الإنجليزي تشيلكوت عن غزو العراق إدانة توني بلير رئيس الوزراء الأسبق . لكنها بالطبع إدانة خجولة تنطوي على نصوص مبهمة ولا تشمل توصيات قوية بحق ضحايا الحرب غير العادلة على العراق، والذين تجاوز عددهم حتى اليوم أكثر من مليون قتيل وأضعافهم من المشردين والمصابين والمعوقين. التقرير يتحدث عن أخطاء ولا يدين جرائم ضد الإنسانية والتقرير يصف الغزو بأنه (غير ضروري)، لكنه لا يلامس حقيقة أنه (غير إنساني). ولنسأل منذ متى كان غزو أي دولة أخرى ضرورياً في العصر الحديث؟ وأعني بذلك القرن الميلادي الماضي! لماذا كان ضرورياً غزو الدول الاستعمارية لدول أخرى في الشرق الأوسط وفي آسيا وإفريقيا وغيرها من الدول؟ لماذا كان ضرورياً استعباد شعوب القارة الهندية مثلاً ومن ثم امتصاص كل خيرات البلاد وشحنها إلى (بريطانيا العظمى)؟ لماذا كان ضرورياً مقتل عشرات بل مئات الألوف حتى تتحرر الشعوب من قبضة المحتل الأوروبي الغاصب، وعلى رأسهم البريطاني والفرنسي؟ لماذا كان ضرورياً افتقار معظم دول القارة الإفريقية إلى حد البؤس الذي تعيشه اليوم بفضل الغزو الأوروبي الظالم؟ وبفضل الأنظمة البائسة التي تسندها هذه القوى الغازية حتى بعد أحداث استقلالها الذي هو أقرب إلى الشكلية والوهم منه إلى الحقيقة والفعل؟ لماذا كان ضرورياً إصدار وعد بلفور ثم إنفاذه حتى تُقام دولة عنصرية فاشية في قلب العالم الإسلامي، ولتستمر عمليات استنزاف مقدرات المنطقة العربية عبر برامج التسليح الباهظة ومن خلال حروب خاسرة ونزاعات متواصلة وتهديدات مقلقة؟ لماذا كان ضرورياً العبث في دول تحررت توها من طواغيتها مثل ليبيا وغيرها ؟ لماذا هو ضروري غض الطرف عن جرائم بشار الأسد لأكثر من 5 سنوات متتالية مع الاكتفاء بتصريحات جوفاء لمجرد ذر الرماد في العيون؟ لماذا كان ضرورياً كل هذه المآسي التي صنعتها غزوات غير إنسانية ولا منطقية، لطَيفٍ واسعٍ من الدول لمجرد امتلاك الغازي قوة عسكرية ضاربة تسمح له بغزو ظالم أو احتلال على القلوب جاثم؟ salem_sahab@hotmail.com