×
محافظة حائل

رحلة التأسيس في ذاكرة الأجيال

صورة الخبر

في شهر فبراير من كل عام، يستذكر المواطنون والمواطنات، وتحتفي القطاعات الحكومية والخاصة وغير الربحية ذكرى تأسيس المملكة العربية السعودية منذ أكثر من ثلاثمائة عام عبر فصولها الثلاث المتسمة بالاعتزاز بالإسلام وقيمه، وبالحزم والإصرار، والإيمان بالقضية المصيرية والهدف المشترك، والولاء للأرض، والاجتماع والألفة بين الراعي والرعية. وبتحريك عجلة الزمن للخلف تبرز الأحداث المتتالية لتحكي قصة الكفاح والبذل والتضحية، حيث تأسست الدولة السعودية على يد الإمام محمد بن سعود عام 1139هـ / 1727م وانطلقت من عاصمتها الدرعية رحلة بناء دولة عظيمة وصفت حينها بواحدة من أهم المشاريع الوحدوية التي لم تعرفها الجزيرة العربية منذ قرون. ولثبات الأصل وقيامه على البر والتقوى، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر استمر ولاء القرى والهجر والحواضر للدولة السعودية الأولى وقادتها وحتى تأسيس الدولة السعودية الثانية على يد الإمام تركي بن عبدالله وعاصمتها الرياض ليعود الناس إلى سابق عهدهم من الرخاء والاستقرار، والأمن والأمان، وإقامة الشريعة وممارسة شعائر الإسلام وإقامة حدوده، وصولا إلى العام 1319هـ حيث تمكّن الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود من استرداد الرياض معلناً تأسيس الدولة السعودية الثالثة، ومدشناً لمرحلة نوعية اتسمت بالأصالة والمعاصرة، والمدنية والتواصل العالمي على مختلف المستويات والأصعدة، وتوحدت معظم أجزاء شبه الجزيرة العربية تحت مسمى المملكة العربية السعودية؛ فتحققت بفضل الله تعالى المنجزات الحضارية النوعية في مختلف المجالات، وتتابع ملوك هذه البلاد حتى عهد خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، على بناء الدولة وتأسيس كياناتها وحفظ معالمها، وإقامة شعائر الإسلام وحدوده، وبناء الإنسان وصناعته وفق أفضل الممارسات التعليمية والتأهيلية العالمية ليكون أنموذجاً يُحتذى به. ومع هذه المناسبات الوطنية الغالية على القلوب تُرفع التهنئة والولاء والسمع والطاعة لولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده رئيس مجلس الوزراء،»يحفظهما الله»، وتُبذل الجهود لمنافسة العالم بالتمسك بعقيدتنا وقيمنا وثقافتنا والاعتزاز بها، والتمسك بدستورنا. ومع كل إشراقة كل صباح تبتهج النفوس باستمرارية رحلة البناء والنماء لتحفل نجد العذية بالمشاريع الإنشائية والتقنية النوعية، وتستكمل شرقية العطاء تطوير منظومتها الاقتصادية واللوجستية، وتختال عسير الإباء بإستراتيجية مناطقية تنموية، وتقف جازان الفل ونجران الحضارة برجالها حصوناً على الحدود الجنوبية، وتزدان قصيم الخير بمنظومتها الزراعية، وتروي حائل الكرم للأجيال المآثر والمناقب، وتسرد تبوك العز تاريخها العريق، وتسجل الحدود الشمالية أعظم معاني الوفاء والولاء، وتتفرد باحة القمم بشيمها الفريدة، وهكذا كل شبر من بلادنا له قصة وتاريخ، وحضارة ومعنى. كما تحضر في أذهان المواطنين والمواطنات قصص أولئك الأبطال وتضحياتهم في تأسيس وتوحيد وبناء الدولة، والمحافظة على مقوماته ومكتسباته ليسلموه وافراً عزيزاً لأبنائهم وأحفادهم مذكرين لهم بضرورة حماية الوطن، وتذكّر نعم الله تعالى عليهم بأن بدّل حالهم من الفرقة والشتات للاجتماع والألفة والمحبة والإخاء، ومن الفقر والقلة للغنى والرخاء ورغد العيش، وأبدلهم بعد الهوان والذلة عزة ورفعة وعلو شأن. @mesfer753