الحاسة السادسة يعيش نادي الوحدة بمكة المكرمة وضعًا مأساويًا كبيرًا خلال فترته الحالية، ومع إدارته التي تقضي عامها السادس على التوالي دون تقدم أو تغيير، أو حتى مجرد تحسن أو أمل في التغيير والتحسن. المأساة تتجلى في جميع تفاصيل الكيان، إداريًا وفنيًا وجماهيريًا، وتزداد سوءًا على صعيد فريق كرة القدم المشارك في دوري روشن، حيث يعاني الأمرَّين، قابعًا في المركز قبل الأخير في جدول الترتيب الذي يضم ثمانية عشر فريقًا، وهو مركز يؤدي إلى الدرجة الأولى مباشرة إذا استمر الفريق على هذا الحال حتى نهاية الموسم، ولم يتم تدارك وضعه قبل فوات الأوان. حتى أكثر الوحداويين تفاؤلًا وأقلهم تشاؤمًا يعتبرون هذا الأمر متوقعًا جدًا، ما لم يكن هناك تدخل رسمي وغير رياضي لإنقاذ الوضع، وإعادة ترتيب الأوراق، وتجديد الآمال. ولن يتحقق ذلك إلا من خلال شخصيات وأسماء من رجالات النادي المعروفين، الذين بات معظمهم مبتعدين عن المشهد حاليًا، بسبب نهج الإدارة الحالي، وعدم اهتمامها أو قبولها بآراء ووجهات نظر كبار الوحداويين المعروفين على مستوى النادي، بل وعلى مستوى الرياضة السعودية بشكل عام. يكفي أن شخصية وحداوية ورمزًا رياضيًا كبيرًا مثل المشجع المخضرم عاطي الموركي ابتعد عن الإدارة وعن النادي بشكل كلي، بعد أكثر من أربعين عامًا قضاها في خدمة ناديه في جميع الظروف، ومع مختلف الإدارات، وفي جميع البطولات والمسابقات. وابتعاده، إلى جانب انسحاب أعضاء رابطة جماهير نادي الوحدة بمكة، ما هو إلا احتجاج واضح ورفض للوضع الحالي ومستقبل النادي المظلم والمخيف، الذي قد يسير على خطى أندية مثل أحد، والنهضة، والنجمة، والروضة، التي كادت أن تختفي من المشهد الرياضي. ولكن، ما الحل؟ ما الذي يمكن فعله لإخراج النادي من أزماته الحالية؟ وما السبيل لإنقاذه من المآل الذي ينتظره؟ وكيف يمكن إعادته ليكون النادي الأول والعريق في مكة المكرمة، وواجهة الرياضة والشباب في أم القرى؟ إن أنظار الوحداويين تتجه نحو تدخل خارجي مشروع من إمارة منطقة مكة المكرمة، وتحديدًا إلى صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن مشعل بن عبد العزيز، نائب أمير منطقة مكة المكرمة، الأمير الشاب، الحيوي، الديناميكي، والمهتم بكل ما يتعلق بمكة المكرمة وأهلها. سيدي الأمير.. لطالما كان نادي الوحدة محط اهتمام إمارة مكة، وكان في مقدمة الجهات التي تحظى برعايتها واهتمامها، باعتباره الواجهة الرياضية الأولى لمكة المكرمة، في كل أنشطته وبرامجه الرياضية، والاجتماعية، والكشفية، وهو الآن في أمسّ الحاجة لهذا الدعم أكثر من أي وقت مضى. إن التدخل المطلوب ليس إلا لإعادة تصحيح المسار داخل النادي، ولإرجاع الإدارة إلى رجالات الوحدة بمختلف انتماءاتهم وخبراتهم، بعيدًا عن التحزب والانفرادية والرباطية التي يسيطر عليها بعض المتنفذين في النادي، وفقًا لما يقوله الوحداويون أنفسهم. إن الوحداويين على يقين بأن مثل هذا التدخل سيؤدي إلى معالجة الانشقاقات، وإنهاء التشرذم والخلافات، وتحقيق التغييرات الضرورية داخل النادي العريق، ومن غير سموكم الكريم لهذا الدور؟!