×
محافظة الخفجي

لن تذكروه ضعيفًا - عبدالله بن محمد اللحيدان

صورة الخبر

الأمير محمد بن فهد كما عرفتموه أول مرة قوياً باراً جميلاً في أخلاقه وابتسامته، هكذا يراد له أن يبقى في أذهاننا، فرحمك الله يا صاحب السمو الملكي أميرنا المحبوب أمير العطاء والخير والبر الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز آل سعود، رحمك الله فقد عرفك وطنك ومواطنوك والعالم أجمع كأوفى ما يعرفون من رجل مسؤول، تجاوزت في عطاء وفائك حدود المنطقة الشرقية وكنت أميرها ثلاثين عاماً، لتمتد حكمتك وبذلك وبرك إلى أرجاء الوطن بل المعمورة كلها، من خلال ما أنتجته عبقريتك وجودك من جوائز وبرامج جدت بها ولها فأفادت وأجادت، ووجهت دفتها فانتهضت وأنتجت، لقد نما الطفل اليتيم يذكر عطف جمعياتك الخيرية، وانتشر الذكر الحكيم من خلال دعمك للقرآن وأهله وعمارة المساجد والعناية بها، واحتوى توجيه حكمتك الدعاة وخطباء المنابر ليكونوا والعالم في عين العاصفة أوتاد ثبات وأيادي بناء ينهلون مع مصادر معرفتهم مصدر عز وإكرام ودعم وتبجيل نالوه من فيض برك بهم وتقديرك لهم ومسامحتك لمن تجاوز منهم، ثم لم تنس جيلاً سيكون منه القادة في مستقبل أمتك فحاز منك جائزة العلم والتفوق كما لم يسبق لغيرك أن أنتجه، فكانت الطالبة في الخفجي وغيرها تنافس في العطاء أخاها أينما كان من مملكتنا الحبيبة، وبذكر أطرافها تجيء الفِكر فكانت معركة الخفجي رمز انتصار العالم العادل على الطغيان الظالم، فلحسن تنفيذك لتوجيهات قيادتنا الحكيمة انطلقت جموع النصر من الرياض ومكة والمدينة وحائل وأبها وتبوك والقصيم وغيرها من قوى النصرة والتحالف على العدل، عرفك رؤساء العالم باتزانك والتزامك بما يمليه ولاؤك لقيادتك، وانبهر بحسن إدارتك قادة الجيوش وساسة الحكم وأرباب الفكر، وعلى ضفاف الشرق وبين أودية الجبال وجفاف الصحاري ومجامع الفاقة نال من كرم عطائك المحروم والمكلوم واليتيم والمسكين، بل وكم وكم نبعت من تحت أنامل توجيهاتك لجان وهيئات كان لسبق فضلك في وجودها خير مثال اقتداء سائر أمراء المناطق بإيجاد مثيلاتها، فلجنة للمناصحة، وأخرى للإصلاح، وللإسكان الخيري، وللإطعام، والإيواء، والإرشاد، وغير ذلك مما قد لا تدرك ذاكرة البشر من إحصائه لكن الله علمه وأحصاه، ونسأله أن يجازيك عليه بخير الجزاء، وأن يجعل ما قدمته صدقة جارية لك آمين. مهما أردت أن أذكر من صلاح ذاتك وسيرتك ومنهجك ومحبة الصالحين والعلماء لك مع سائر الناس فلن أعطيك حقك، فرحمك الله أبا تركي وجعل من أرثت خير نسل لخير أب، وكلنا يعلم كيف كان برك بوالديك في حياتهما وبعد وفاتهما - رحمهما الله - فكان معرض الفهد وكانت مؤسسة العنود وغيرها جوداً لهما كما هي جود خير للعالمين وكما ستغدو بإذن الله وصلاح نسلك على نفس سيرتك مؤسستك الخيرية وجامعتك العلمية وبرامجك العالمية ومساجدك وجوائزك وإنتاجك الإثرائي، كما كانت في حياتك لتسير على خطى توجيهاتك في العطاء بعون الله وقد شاء الله أن تتركنا ونحن نراك في أحسن ما قد رأيناك وكما قد رأيناك وعرفناك أول مرة. فرحمك الله وقدس روحك في الفردوس الأعلى، الحمد لله على ما قضى وقدر وإنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم اغفر لأميرنا محمد بن فهد بن عبدالعزيز وارحمه ووسع له في قبره واجعله له روضة من رياض الجنة اللهم وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد وأنجه من فتنة القبر وعذاب النار اللهم إن رحمتك وسعت كل شيء، فارحمه رحمة تطمئن بها نفسه وتقر بها عينه واجزه خير الجزاء لما قدم لأمته من خير وبر ونصح وأمانة، اللهم وبشره بروح وريحان وجنة نعيم واجعل نزله في عليين واجعله في الغرفات من الآمنين مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا واجمعنا به مع نبيك محمد - صلى الله عليه وسلم - في جنات النعيم آمين. ** ** - المدير العام السابق لفرع وزارة الشؤون الإسلامية بالمنطقة الشرقية والأمين السابق لجائزة الأمير محمد بن فهد للدعوة والمساجد