قبل عدة أيام وحينما كان إمام المسجد الحرام الشيخ ياسر الدوسري يؤم المصلين هطلت الأمطار بغزارة شديدة على الحرم المكي، ومع هذه المشاهد المهيبة والأجواء الإيمانية اكتفى الشيخ بآية واحدة تخفيفاً على المصلين: (فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)، وقد تداخلت أصوات الصواعق، ومنظر البرق مع شدة صوتها، وكانت آيات الغيث المؤثرة والقراءة العذبة تزيد الموقف جمالاً. هذا المشهد أثار قريحتي فقلت: هذا هو البيتُ الحرام ومجدهُ أبقى على مر الزمان وأخلدا والكعبة الغراء ألمحُ ثوبها مع رشة الأمطار تلمع فرقدا تبقى على الأيام أبهى صورة حقاً، وكم حن الفؤاد وكم شدا وشاركه في هذه المشاعر الطيبة الشاعر الدكتور أبو بكر محمد صو فقال: هذا هو البيتُ الذي قَلبي له يَهْفو.. وشِعْري عَنْ مكانته شدَا أبْصَرْتُ صورَتَهُ البهيَّةَ فانْـبَـرى شَوْقِي يُرَفْرِفُ في الفُؤادِ مُجَدَّدَا هِيَ تِـلْكُمُ السَمْراءُ لاحَ بَهاؤُها فَمَتَى على أسْتَـارهَـا أضَـعُ اليَـدَا..! وأجاب الدكتور حمزة بن علي إبراهيم من نيجيريا فقال: الدوسري بوقت غيث أنشدا برقا بآيات تلا فتجسدا فتوافقت حسّاً ومعنى صُورت في قالبٍ حسنٍ زواه فأخلدا فرشاش أمطار السحاب مرفرف وجميل برق الرعد أصبح مرعدا أركانها والريح في جنباتها هبت له، فغدا الظلام مبددا والركع العباد كُلٌّ خُشعٌ أصغوا إلى قول الإله مرددا فإذا عليها الماء هال ربت به فدليله رد على جحد العدا إن الذي أحيا التراب لقادر حقا على الإحياء بعد مجدداً ثم أعقب ذلك مشاركة د. محمد بن عبدالله الخرعان فقال: هذا هو البيت العتيق وقد بدا والغيث يغسل ثوبه متجددا والقلب يلثمه ويرشف وبله يهوى نسائمه ويهوى المسجدا والروح تسجد في زوايا فيئه طاب المقام مؤبداً ومخلدا وخاتمة المطاف كانت من عندليب الأحساء الشاعر عبدالله آل عويد فقال: شعراؤنا كلٌّ تفاعلَ مُنشِدا لمَّا رأوا مطراً بِمكّةَ مُرعِدا!! يَهمِي على حَرمٍ، وكعبتِهِ التي تُصغي إلى ابْنِ الدًّوسرِيِّ تَفرّدا! بَرَكاَتُ ربّي في السّماء ِكثيرةٌ والغيثُ يُبهِجنا، ويعقٍبُهُ النّدى!