تنطلق هذه الأيام أعمال جائزة أهالي المدينة المنورة للمعلّم المتميّز على شرف صاحب السمو الملكي الأمير/ سلمان بن سلطان بن عبد العزيز آل سعود أمير منطقة المدينة المنورة، رئيس مجلس أمناء مؤسسة الجائزة، وسمو نائبه الأمير/ سعود بن خالد الفيصل آل سعود. تأتي هذه الجائزة تكريماً وتقديراً للمعلمين والمعلمات الذين يقومون بأدوار عظيمة ورسالة سامية تجاه أبناء وبنات المنطقة لتساهم في رقي وازدهار الوطن، وفيما يلي كلمة بهذه المناسبة. لاشكّ أن العلم أساس كلّ حضارة متقدّمة؛ فلايمكن لأمّة أن تنهض وتتقدّم في السباق الحضاري دون الارتقاء في العلم، ولرفع مستوى التعليم لابدّ من وجود معلمين مؤهلين ومتميزين، فالمعلّم هو القائد والمفكّر والمرشد والمربِّي وسرّ التعليم الناجح و العمود الفقري الذي له دورٌ أساسي في نهوض المجتمع ونجاحه، فدوره في التعليم يعدُّ الركيزة الأساسية في المنظومة التعليمية، لذا نجد أن جميع المجتمعات على اختلاف أديانها كرّمت المعلّم وأعطته المكان الذي يستحقه، لكنّ الإسلام أعطى العلم والمعلّم أهمية كبرى غير مسبوقة، حيث ركّز على حصول التعليم منذ البداية، كما حثّ على تكريم وتوقير المعلمين، بل جعلهم ورثة الأنبياء، وأبرز جوانب أهميته حيث جعل له حقوقاً وواجبات، فمن حقوقه: احترامه وتوقيره، والتحاور والمناقشة معه بأسلوب مناسب وعدم المجادلة معه. كما من حقوق المعلم أيضاً تقديم الحوافز والجوائز له عند العمل بكفاءة ونشاط لتنمية مواهبه ورفع معنوياته، فمثل هذه المبادرة (تقديم الجوائز) ترسخ التميز والإبداع في صفوف المعلمين، وتبرز أهمية دورهم في المجتمع وأهله، وتسهم في تنمية وتحسين البيئة التعليمية، وتشجعهم على تحقيق أهدافهم وتحسين مهاراتهم وأدائهم، وتعزز في أنفسهم الشعور بالفخر والإنجاز، وتساعدهم في التغلب على التحديات. كما تؤدي الجوائز والتقديرات إلى زيادة الوعي والاهتمام بالقضايا المهمة ذات الصلة بالمجتمع، واحترام الثقافات والهويات والقيم المختلفة التي تثري المجتمع، كما تعزز الجوائز والتقديرات العلاقات بين الأشخاص وتوفر فرصاً للتواصل مع الأفراد والمنظمات، وتقوي معنويات المعلمين والمعلمات والرضا الوظيفي. ونظراً لأن بعض وسائل التواصل الاجتماعي تنقل بعض تصرفات فئة قليلة من الطلاب التي تقلل قيمة المعلمين والمعلمات، لذا فإن مبادرة جائزة أهالي المدينة المنورة للمعلم المتميز من قِبل مؤسسة جائزة المدينة المنورة تعتبر منصة ذات أهمية كبيرة لبيان وتركيز أهميتهم وقيمتهم في المجتمع، إذ تستهدف الجائزة تحفيز المعلمين والمعلمات على الإبداع والابتكار والتميز، وتنمية القدرات البشرية، وإعداد نماذج متميزة في المجتمع التعليمي من خلال طرح تجارب مبتكرة تعمل على تطوير المهارات واستثمار الطاقات واكتشاف المواهب، وتنعكس إيجابياً على العملية التعليمية ومستفيديها من أبناء الوطن من الطلاب والطالبات، وتحفزهم على زيادة تحصيلهم العلمي، وتعمل على توسيع مداركهم من خلال البحث والاستقصاء والاستنتاج، وتنمي حبهم للعلم والتعلّم من أجل مستقبل واعد بمشيئة الله تعالى. وقد بلغ دور طلاب وطالبات المملكة في حفل الجوائز العلمية والعالمية ولاسيما في الفيزياء والرياضيات والهندسة دوراً لافتاً بين المسابقات العالمية، وهذا يدل على أن القيادة تبذل كل غال ونفيس من أجل نشر التعليم بكافة مستوياته، وخطة صاحب السمو الملكي ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء الأمير/ محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله (رؤية 2030) قد تحقق نجاحها خاصةً في التعليم ونحن في منتصف الفترة المقررة لها؛ حيث حصد طلابها وطالباتها مجموعة من الجوائز العلمية على المستوى الدولي. والشكر موصول لصاحب السمو الملكي أمير منطقة المدينة المنورة، رئيس مجلس أمناء مؤسسة جائزة المدينة المنورة الأمير/ سلمان بن سلطان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - الذي جعل جائزة المدينة المنورة باسم أهالي المدينة المنورة للمعلم المتميز، ودعّمها حتى أصبحت من الجوائز المرموقة، كما أن الأمين العام المهندس/ محمد بن إبراهيم عباس جديرٌ بالشكر لما قام ويقوم به في تفعيل الجائزة مع تقديري لبقية العاملين بها.