يواجه قطاع التكنولوجيا الكبرى حاجة متزايدة للطاقة في سعيه نحو تطوير الذكاء الاصطناعي، ويبدو أن الحل الأمثل هو اللجوء إلى الطاقة النووية. ومراكز البيانات التي تستهلك كميات كبيرة من الطاقة ليست سوى جزء من المشكلة الأكبر التي تتعلق بكيفية تعامل شبكة الكهرباء الأميركية مع زيادة الطلب، بما في ذلك المركبات الكهربائية والمصانع المحلية، إلى جانب مواجهة الأحوال الجوية القاسية، وكل ذلك مع السعي لتحقيق هدف خفض الانبعاثات بتكلفة معقولة. الحل الواضح هو بناء المزيد من مصادر الطاقة. لكننا يمكن أن نكون أكثر ذكاءً فيما يتعلق بجانب الطلب. تواجه الشبكة صعوبة في تحقيق التوازن بين ثلاث أولويات: القدرة على تحمل التكاليف، والموثوقية، والاستدامة. في السنوات الخمس الماضية حتى يونيو 2024، ارتفعت الفواتير المنزلية بشكل أسرع من معدل التضخم في 14 ولاية أميركية، تمثل نصف الطلب السكني على الكهرباء في الولايات المتحدة. الدافع الرئيسي لهذه الزيادة هو إنفاق شركات المرافق على شبكات التوزيع، وخاصة الشبكات المحلية، حيث زاد هذا الإنفاق بمعدل 9% إلى 10% سنوياً بين عامي 2017 و2022، وفقاً لبحث أجرته شركة أبحاث «سيكتور آند سوفرين» ، ومع ذلك، تدهور الأداء: شهد المستهلك العادي زيادة بنسبة 14% في عدد الانقطاعات خلال عام 2023 مقارنةً بعقد سابق، وامتدت مدة كل انقطاع لأكثر من ساعتين إضافيتين. الحل المتبع هو بناء المزيد من القدرات بذلك. ولكن هذا الحل يأتي مع نوع من عدم الكفاءة نظراً لأن الشبكة يجب أن تكون مهيأة لتلبية الطلب في أوقات الذروة، ما يعني أن هذه السعة الإضافية ستظل غير مستخدمة معظم الوقت. تتعقد هذه المسألة أكثر مع إدخال الطاقة المتجددة التي تتميز بالتقطع، فضلاً عن الموارد الموزعة مثل الألواح الشمسية على الأسطح والأحمال الجديدة مثل المركبات الكهربائية التي تغير أنماط الطلب. ولنتأمل هنا شركة «أوكتبوس إينرجي»، التي لم يمض على إنشائها أكثر من عقد من الزمان، وهي الآن أكبر مورد للكهرباء في المملكة المتحدة (ودخلت تكساس عبر عملية استحواذ في عام 2020). ويمثل برنامجها الداخلي «كراكين» Kraken منصة لإدارة علاقات العملاء وإدارة المؤسسات وتحسين الشبكة في آن واحد. ومن خلال معالجة وتوقع العديد من المتغيرات بما في ذلك الطقس والطلب التفصيلي وازدحام الشبكة، تساعد شركة «كراكين» شركة «أوكتبوس» في إدارة العملاء أو دفعهم إلى المرونة من أجل الاستفادة من الأسعار الأرخص عندما تكون الطاقة المتجددة أكثر إنتاجية، والابتعاد عن ساعات الذروة. أحد منتجات شركة «أوكتبوس»، وهو «جلسات التوفير»، يقوم عادة بإشعار العملاء عبر تطبيق لتقليل استهلاك الطاقة لفترة قصيرة، وبالتالي الحصول على مكافآت تشجيعية. وفي المستوى الأكثر تطوراً، يمكن لأوكتبوس ربط نظام «كراكين» بسيارتك الكهربائية، حيث يتعلم عادات القيادة الخاصة بك، ويدير شحن السيارة نيابة عنك لتعبئة البطارية بأرخص سعر ممكن، كما يمكنها تأجير السيارة الكهربائية لك ومساعدتك في تركيب شاحن منزلي. وبهذا، تتحكم أوكتبوس فعلياً في 1.4 جيجاوات من إجمالي الطلب، وهو ما يعادل نحو 3% إلى 5% من ذروة الطلب في المملكة المتحدة، ويمكنها تعديله إلى حد ما لمساعدة مشغل الشبكة. وهذا فقط في الوقت الحاضر، حيث تشكل السيارات الكهربائية أقل من 5% من أسطول المركبات في المملكة المتحدة، وعدد قليل فقط من تلك السيارات مسجل في هذه الخدمة. وبالمثل، فإن شركة «بيز باور» Base Power الناشئة تقوم بتركيب بطاريات كبيرة الحجم وبأسعار مخفضة في المنازل في تكساس. بهذه الطريقة، تبني بطارية بحجم شبكة الطاقة، لكنها موزعة في المنازل ومتصلة ببرمجيات، دون مواجهة اعتراضات سكان المناطق أو الاختناقات في الشبكة. وتحصل «بيز باور» على مصدر لامتصاص فائض الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بأسعار منخفضة، وتبيعها عندما تكون أسعار الشبكة مرتفعة، مما يساعد أيضاً في تعزيز توليد الطاقة المتجددة. في المقابل، يحصل العملاء على فواتير كهرباء أقل ومصدر طاقة احتياطي مرحبٍ به. ولكن هناك أسواق أخرى تقدر الفوائد البيئية. على سبيل المثال، تستهدف شركة «هولي كروس إنيرجي»، وهي شركة تعاونية تخدم نحو 42 ألف عميل سكني في منطقة من كولورادو تشمل أسبن، الوصول إلى طاقة نظيفة بنسبة 100% بحلول عام 2030. تقدم الشركة صفقات تركيب بطاريات منزلية وشواحن للسيارات الكهربائية دون دفعة مقدمة، يتم تسديدها مع الوقت من خلال إضافات على الفواتير الشهرية، مقابل السماح لها بإدارتها جماعياً لتحقيق التوازن مع الزيادة في توليد الطاقة المتجددة. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست لايسنج آند سينديكيشن»