أقل ما تُوصف به النسخة الثانية من معرض "سيتي سكيب العالمي 2024"، التي اختتمت أخيراً في العاصمة الرياض، بأنها كانت ناجحة ومثالية، رسمت صورة مشرقة لمستقبل العقار السعودي، ودوره في تعزيز التنمية المستدامة اقتصادياً واجتماعياً، وأكدت لمن يهمه الأمر أن سوق العقار السعودي يتخذ خطّاً تصاعدياً في الانتعاش والتمكين، مستمداً قوته من برامج رؤية 2030 التي تهدف إلى تأمين السكن الملائم لكل مواطن ومواطنة، وتوَّج مجلس الوزراء السعودي نجاح هذه النسخة من المعرض، عندما أشاد بنجاحاتها التي تتماشى مع المستهدفات الوطنية والآفاق الواعدة للقطاع العقاري السعودي، ممتدحاً تعاملات المعرض التي تجاوزت 230 مليار ريال، ومبيعات المطورين التي بلغت 20 مليار ريال. لا يُخفى على أحد أن معرض سيتي سكيب -دون غيره من المعارض الأخرى المماثلة- يعد منصة عقارية دولية مهمة، يستطيع المطورون الاستفادة منها بشكل فردي، أو من خلال التعاون والشراكة مع المستثمرين المحليين والأجانب للحصول على أفضل العروض العقارية بالأسعار المناسبة، وما شهدته النسخة الثانية من المعرض من إيجابيات ونجاحات كثيرة ونوعية تعد امتداداً للإنجازات المتحققة في النسخة الأولى، ليس لسبب سوى أن وزارة البلديات والإسكان هي الجهة التي نظمت المعرض بحرفية ومهنية عاليتين، وبذلت جهوداً مشكورة للإعداد والتجهيز له قبل فترة كافية من انطلاقه، واختارت فعالياته وموضوعاته بكل دقة، لمناقشتها في أجواء محفزة، للوصول إلى أفضل التصورات والبرامج والحلول العقارية، التي تؤسس لقطاع عقاري سعودي بمواصفات دولية. قيام وزارة البلديات والإسكان باستضافة المعرض للعام الثاني على التوالي بهذه الصورة المشرفة يعكس خبراتها في تنظيم المناسبات الدولية الداعمة لأهداف رؤية 2030، وفي مقدمتها تحسين جودة الحياة، وتوفير فرص الاستثمار العقاري، ولفت أنظار المستثمريين الدوليين إلى القطاع السعودي، فضلاً عن تعزيز تقدّم المملكة في عدد من المؤشرات العالمية، ومنها استقطاب رؤوس الأموال والاستثمارات الأجنبية؛ وهو ما يفسر العدد الكبير من الشركات الدولية التي طلبت المشاركة في المعرض، بهدف استثمار الفرص المتنوعة التي يقدمها الاقتصاد السعودي المزدهر، وسوق العقارات السعودي. أكرر وبأسلوب آخر، إن تألق معرض سيتي سكيب في الرياض لم يكن من فراغ، وإنما نتاج تنوع منصاته المتخصصة ومستهدفاتها، حيث وفر سبع منصات لعرض المشاريع المبتكرة والطرق الجديدة في مجالات التقنية والاستدامة والجودة، أبرز هذه المنصات: منصة الملاعب والفعاليات الكبرى، وهي تقام للمرة الأولى، ومنصة حوارات تنفيذية التي شارك عبرها رواد الأعمال تحت 30 سنة في التعريف بالأسرار المهنية والاستراتيجيات الناجحة، إضافة إلى صالة ربط الشركات بهدف تعزيز فرص التعاون وبناء الشراكات. وستبقى الإحصاءات الصادرة من فعاليات النسخة الثانية لمعرض سيتي سكيب السعودية، شاهدة على نجاحه وتألقه، فعندما يحضر الفعاليات نحو 172 ألف زائر، وتشارك فيها أكثر من 400 جهة عارضة تمثل كبرى الشركات والعلامات التجارية العقارية المحلية والدولية، فضلاً عن مشاركة 550 متحدثاً من أبرز القادة والخبراء في القطاع العقاري يمثلون أكثر من 50 دولة، فهذا أكبر دليل على الجدوى الاقتصادية والاستثمارية منه، وقدرته على تحقيق الهدف الرئيس بتسليط الضوء على الحراك العقاري السعودي تحت مظلة جهود الدولة لتوفير المساكن للمواطن على امتداد مساحة المملكة مترامية الأطراف، يضاف إلى ذلك قدرة العقار السعودي على أن يكون أحد القطاعات التي تراهن عليها الرؤية في دعم الاقتصاد الوطني وتنويع مصادر الدخل.