اصبحت العاصمة الرياض في السنوات الأخيرة هي الواجهة الأولى للأعمال والفرص الاستثمارية وكذلك الفرص الوظيفية، لاسيما وأنها تحتضن المقرات الرئيسية لكافة الهيئات والجهات الحكومية وضمن برنامج جذب المقرات الإقليمية للشركات العالمية الذي تشرف عليه وزارة الاستثمار والهيئة الملكية لمدينة الرياض، فقد جذبت العاصمة الرياض 44 شركة عالمية. نسبة الهجرة من مدن المملكة للرياض تأتي توازيا والنهضة التنموية غير المسبوقة توافقا مع خطط الرؤية المستدامة وبحسب الاحصائيات، فإن الهجرة السكانية الداخلية إلى الرياض جاءت من مختلف مدن المملكة وقد تصدرت مدينة بريدة نسبة الانتقال للرياض، إما بسبب العملاو تغيير المنزل لمدينة الرياض، ومدينة جدة جاءت بالمرتبة الثانية بنسبة ١٨٪، مدينة حائل حلت بالمرتبة الثالثة بنسبة ١٢٪ جاء ذلك في تقرير احصائي لشركة ديلويت للخدمات المهنية. من خلال الإطلاع على أهم الدوافع الحقيقة لعملية تنقل الأفراد من مدينة إلى أخرى والنتائج المترتبة لهذه الهجرة يخلق نمو سكاني ذو وتيرة عالية وضغط على البنية التحتية في المنطقة التي يتم الانتقال لها بكثافة نظرا للمميزات التي توفرها المدن المستقطبة لهذه الهجرات من مميزات اجتماعية واقتصادية عالية، بالإضافة إلى التحولات العديدة التي طرأت على المهن وعلى أنظمة العمل وقطاع الخدمات كون الهجرة الداخلية من أبرز المؤشرات المساعدة على النمو السكاني بأي منطقة حضارية. المملكة بشكلٍ عام تمر بحركة اقتصادية وتنموية شاملة فتحت آفاقاً وفرصاً عديدة وكبيرة للمواطنين في مجالات عديدة، وتأتي هنا أهمية التنمية المتوازنة لمناطق المملكة والتعرف على الميزات النسبية لكل منطقة و تحقيق التنمية المستدامة والشاملة في مناطق المملكة في ضوء رؤية المملكة 2030 وذلك لنبتعد عن التفاوت في مستويات التنمية بين المناطق الحضرية والمناطق الاخرى وأيضاً لتقليص الفجوة في النمو السكاني بين المناطق، والاستغلال الأمثل لكافة الموارد الطبيعية والبشرية والتجهيزات الأساسية القائمة في المناطق المختلفة وذلك كي لا نمر بمرحلة اختلال التركيبة السكانية وما يترتب على ذلك من معوقات ستمر فيها المناطق الحضرية. @HindAlahmed