منذ ابتداء البشرية والخبرات والتجارب تتناقل فيما بينهم، والتي على أثرها يأتي التطور المعرفي أو الحداثة، فالرغبة لنقل المعلومة أو التجربة هو أصل في شخصية الانسان، ولذلك من النادر أن تجد المتحفظ أو المتكتم، لأنها من الالتزامات العامة، أو تأتي كنوع من أنواع الهياط أو الاسقاط! تقبل التجربة، النصيحة، والخبرة؛ يختلف باختلاف الشخصيات، رغم أننا قد نكاد أن نجتمع في رغبة خوض التجربة لنمر بتجربتنا الخاصة، والتي تُنار بما سمعناه من تجارب الأخرين، ونصقل منها، وقد يكون في بعض ذلك صحة في الفعل، أو نصل إلى أخر نقطة في نهاية السطر. وبما أن رسائل التنبيه عن الأمطار ابتدأت في الوصول، سنتحدث عن المتهورين الذين يغلقون أذانهم، وأعينهم من تحذيرات التجمع أو الخروج عند هطول الأمطار الغزيرة أو التجول في مجرى السيل، ويضربون بعرض الحائط تجارب المتضررين من الأمطار أو السيول؛ وحقيقةً لم أستطع فهم تفكير هؤلاء الناس! اتفهم التشفق لرؤية المطر، والاحساس به، والشعور المصاحب للتجربة كاملة، ولكن اذكر بالتحديد هنا، محبة بعض من الأفراد للمغامرة، أو التحدي، كرغبة الوصول إلى أخر قطرات الحياة، ثم النجاة من الموت! فهل الموضوع هو استعراض للقوة، أم السالفة عناد! قد يكون للعمر كفة ترجح لهؤلاء في هذا الموضوع تحديداً، وفي غير هذا الحدث حتى نكون منصفين قد تكون طريقة عرض التجربة أو النصيحة أو التحذير، لا تتسم باللطف، أو بالخوف الحقيقي للإنسان المستمع إليها؛ إنما بالنهي المطلق دون ابداء ابعاد التجربة ومخاطرها. واحياناً كثيرة قد يكون تقديم النصيحة مبطن بالحسد أو الحقد، فنقع في درسٍ جديد نقدمه للأخرين كتجربة نمنع في تمريرها، وقوعها مرة أخرى؛ وهنا فعلياً يبدأ مستشعر الحذر في أول اشاراته التي قد تصبح من أصول شخصية من خاضها، إلا إن أوصَل روحه إلى بر الأمان، وأطاح متاعه على شاطئه. الحياة في عمومها دروس منذ لحظة البكاء بعد الولادة، إلى وقت الوفاة؛ وما بينهما نسيج من طاقات متعددة، نحاول أن تصمد ذواتنا فيها، لنعيش قصتنا بروايتنا، ونطوي الصفحات التي كتبت بأيدي غيرنا حتى نصل إلى توقيعنا بالأسفل بختم الذات الحقيقية، فحاول أن تأخذ ما تراه سليماً، واترك ما دون ذلك؛ وعجل في مداواة نفسك إن ساءت في يومٍ ما أمورك. @2khwater