حظيت منطقة مكة المكرمة بمكانة عالية ومتميزة بين المجتمعات منذ القدم وصولاً إلى يومنا الحاضر؛ وسبب هذا التميز ليس الموقع الجغرافي على الرغم من أهميته وتميزه، وليس السيطرة الاقتصادية على طرق التجارة، وليس العامل الديني أو الاجتماعي، وإنما ميّز مكة العديد من الإجراءات والأنظمة التي استحدثها قصي بن كلاب وسار عليها أبناؤه في مجال خدمة حجاج البيت الحرام، وحفظ الأمن للمسافرين، والأحلاف التي عقدتها قريش مع المجتمعات الأخرى والقيادات السياسية داخل الجزيرة العربية وخارجها، إلى جانب التنظيم الاجتماعي وتوفير سبل الرفاهية والراحة والأمان في المنطقة بصورة عامة، والمجتمع المكي بصورة خاصة. نعم، تباينت الإمكانات بين اليوم والأمس، وظلت الأهداف نفسها مع توسعها وتطورها، من خدمة ضيوف الرحمن وتسهيل الخدمات؛ فالمملكة العربية السعودية عملت وما زالت تعمل على تقديم أفضل الخدمات للحجاج والمعتمرين، وإتاحة الفرصة لأكبر عدد منهم للقدوم ومساندتهم في استكمال مناسكهم بكل يسر وسهولة، والذي يزور المسجد الحرام يدرك الفرق الكبير في الخدمات منذ دخوله إلى خروجه، مع تنوع مجالاتها من خدمات إلكترونية، وعربات تنقل، ومواد غذائية، ومواصلات، وغيرها الكثير.