ودعت محافظة رياض الخبراء بالقصيم يوم الخميس الموافق 25 صفر 1446 هجري محافظها السابق الأستاذ حسن السلطان بالأسى والحزن.. ولوعة الفراق.. كم قلوب فجعت وألسن لهجت بالدعاء أن يسكنه الله فسيح الجنان ويكرم نزله وينقيه من الخطايا، ويجعل قبره روضة من رياض الجنة ويشمله برحمته ويجعل ما أصابه كفارة وطهورا. حسن لم يكن محافظاً وحسب.. لكنه أخٌ كبير وصديق للأهالي وقريب منهم ووجيه اجتماعي، أحبه الجميع وكأن الشاعر يقصده بقوله: كأنك من كل النفوس مركبٌ فأنت إلى كل الأنام حبيبُ رحل الجسد الطاهر وبقى الذكر الطيب والسيرة العطرة والتاريخ الجميل والخصال الحميدة يوم الجمعة وفي قصره العامر بالسلطانية الذي كان يستقبل فيه الجميع كل مغرب.. حضر الصغير والكبير والبعيد والقريب ولسان حالهم آلمنا وداعك أبا فهد كنت ملء السمع والبصر وكأن الشاعر يقصده بقوله: لقد أبكرت يا رجل الرجال وأسرجت المنون بلا سؤال فأججت الأسى في كل قلب وجارحةٍ فما أبقيت سال حسن بن سلطان بن محمد السلطان من أسرة العفالق من قحطان، ولد بمحافظة رياض الخبراء بمنطقة القصيم عام 1344هـ وهو سليل بيت إمارة خدمت الوطن وساهمت في توحيده مع الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه -.. فجد والده (سلطان العلي) كان أميراً على الخبراء بحدود 1280هـ، وخلفه ابنه محمد بن سلطان ومن ثم سليمان بن محمد (عم حسن) الذي استمر أمير على الخبراء من (1326 إلى 1356هـ) حتى عمده الملك عبدالعزيز لإمارة تبوك، ليتولى أخوه سلطان (والد حسن) إمارة الخبراء، وفي عام 1398هـ تولى حسن (رحمه الله) إمارة رياض الخبراء حتى تقاعده باسم (محافظ) في 1-7-1434هـ. كان لتلك الأسرة المباركة مشاركة في حكاية التوحيد ومناصرة الملك عبدالعزيز.. ففي عام 1322هـ وقف عمه سليمان مع أهالي الخبراء ورياضها في الدفاع عن بلدتهم والمشاركة في معركة البكيرية .. كما شارك سلطان والد حسن في وقعة جراب (1333هـ) رئيس للواء الخبراء وكذلك في فتح حائل (1340هـ) وغيرها من المواقع. عاش أبو فهد في كنف والده سلطان ووالدته (فاطمة بنت سليمان العريني)، وكحال أقرانه تعلم القرآن لدى الشيخ محمد ناصر الوهيبي (رحمه الله) بجامع رياض الخبراء القديم .. ثم أرسله والده للبكيرية لاستكمال تعليمه على يد الشيخ عبدالرحمن السالم الكريديس رحمه الله .. وعندما تولى والده إمارة الخبراء اكتسب خبرة وفن التعامل مع الاخرين، وقرأ فيه والده (النجابة والفطنة والإدراك)، وأوكل إليه بعض المهام وأنابه عنه في حالة غيابه.. كما شارك معه في زيارة مجلس الملك عبدالعزيز (طيب الله ثراه) وأبنائه من بعده.. وقد أضافت تلك المشاركة له خبرة واسعة. أما خدمته في الدولة رسمياً فجاءت متنوعة بدأها بالمدرسة العسكرية بالخبراء في ( 1-1-1376 هـ)، وفي عام 1381هـ عمل بوزارة الدفاع والطيران بالرياض، ثم عمل في مركز التدريب المهني ببريدة حتى تم تعيينه أمير لمحافظة رياض الخبراء في 1398هـ حتى تقاعده في ( 1-7-1434هـ ) باسم محافظ. وأحسن الحالات حال امرئ تطيب بعد الموت أخباره يفنى ويبقى ذكره بعده إذا خلت من شخصه داره قدم أمير منطقة القصيم صاحب السمو الملكي الدكتور فيصل بن مشعل ونائبه سمو الأمير فهد بن تركي بن فيصل العزاء لأسرة السلطان بوفاة والدهم.. وقال عنه الأمير فيصل: إنه قدم الكثير لخدمة دينه ومليكه ووطنه وقام بجهود كبيرة لخدمة المنطقة والمحافظة (رياض الخبراء) من خلال الأعمال الخيرية والمجتمعية الرائدة. أما الأستاذ محمد الصالح العريني فكتب انه (يتصف بالنبل والكرم والمروءة وحب الخير للجميع مع خبرة طويلة وحكمة .. ويستمع للجميع ويستفيد من آرائهم وملاحظاتهم واقتراحاتهم). وأشار الأستاذ صالح عبدالله العمرو إلى ان خاله حسن (يتميز بخصائص حميدة منها بره بوالديه ووطنيته وحرصه على تطبيق الأنظمة وحبه لعمل الخير وحرصه على سلامة البيئة، وحبه للشورى والحوار مع الأهالي والأعيان). قد مات قومٌ وما ماتت فضائلهم وعاش قومٌ وهم في الناس أموات