هناك بعض الشخصيات تهرب من المسؤولية، وتجد لنفسها مبررات ، والتبرير عبارة عن أعذار و أسباب تبدو للنظرة العابرة مقنعة ومنطقية، ولكنها ليست الأسباب الحقيقية والدوافع الفعلية وراء السلوك … التبرير المستمر و الدائم نهايته مؤسفة على صاحبه، لأنه بالتبرير يكذب الإنسان على نفسه، و من شأن هذا السلوك يحرم صاحبه من التبصر بأفعاله والتحكم فيها ومراجعة أخطائه.. أحيانا كثرة التبرير تدل على رغبة ملحة بمحافظة على علاقة زوجية ، أو شخص أخطأ ،و أدى ذلك لنتائج لا يتمناها فيعالج الخطأ بالتبرير المستمر، و هو هروب من مواجهة الحقيقة. ويختلف التبرير عن الكذب : التبرير يكذب الإنسان على نفسه ، في حين ( الكذب ) يكذب الإنسان على الناس ،و هي آلية دفاعية تقدم أسباب مقبولة اجتماعيا لما يصدر عن الإنسان من سلوك و هو يخفي وراءه حقيقة الذات … بعض الأمثلة على التبرير النفسي : – اعتقاد الفقير بأن الفقر نعمة، وأن الثروة والغنى يجلبان له المشاكل والهموم. – التبرير بعد الشراء: بعد شراء شيء مكلف، قد يبرر الشخص الشراء بأنه استثمار طويل الأجل أو أنه سيوفر المال في المستقبل. – التبرير العاطفي: قد يبرر شخص البقاء في علاقة غير صحية بأن الشريك سيتغير أو أن العلاقة ستتحسن مع الوقت. – التبرير الوظيفي: عندما لا يحصل شخص على ترقية، قد يبرر ذلك بأنه لم يكن يريد المزيد من المسؤولية أو أن الوظيفة الجديدة ليست جذابة. التبرير الأكاديمي: قد يبرر الطالب رسوبه في امتحان بأن المعلم لا يحبه أو أن الامتحان كان صعباً . هذه الأمثلة تظهر كيف يمكن للأشخاص تقديم تفسيرات تبدو منطقية ، لتجنب الشعور بالندم،أو الفشل، ولكن في الواقع، هذه التبريرات قد لا تكون الأسباب الحقيقية وراء سلوكهم أو قراراتهم كيف أتوقف عن التبرير؟ – الانتباه الشديد لكلامك حتى ولو كنت مازحاً. – الحرص على الواقعية وعدم المبالغة مهما كان الموقف. – تحري الصدق والابتعاد عن الكذب مهما كانت الدوافع. – عدم الحياء من قول الحق، والاعتذار عنالباطل. – عود نفسك الاعتذار عن الخطأ ولا تستح من ذلك ولا تدافع عنه إن الإسراف والتعود على ممارسة التبرير يبدد طاقة الإنسان وجهده الذهني ،والنفسي ،ويعوق مهاراته وقدرته على معايشة الواقع، وقراءة ذلك الواقع بشمولية وموضوعية وبذلك لا يحقق النمو النفسي والفكري المطلوب، والمناسب للمتطلبات الحياتية الاجتماعية. إن استخدام القليل من التبرير مقبول منطقياً عند بداية بعض المشاكل ، على أن لا يتحول إلى اتجاه ثابت وممارسة دائمة للتعامل مع الضغوط ، ولمعالجة التبرير كحيلة دفاعية نفسية يستخدمها البعض. على الفرد أن يتصدى لمشاكله دون تجنبها أو الهرب منها. حيث يتطلب الأمر منه تحديد المشكلة بكل أبعادها وحجمها وأن يتعامل مع المشكلات على أنها جزء منها وبالتالي فإنه جزء من علاجها. إن مواجهة المواقف والضغوط يتطلب الكثير من الشجاعة وقوة الشخصية التي لا تتناغم مع التبرير وغيره من وسائل الهروب والتنصل من المسؤولية الفردية .