الكتابة عن أبناء هذا البلد ممن كان لهم دور كبير في المساهمة بالتنمية أمر ضروري ومهم حتى يعرف أبناؤنا وبناتنا أصحاب الفضل الذين كان لهم دور مهم في صناعة التنمية بمملكتنا الحبيبة، وحتى لا ينسى فضلهم وعملهم. في شرقيتنا الكثير من البارزين الٱوائل الذين أسهموا في بناء هذا الوطن، ووضعوا لمساتهم في تنميته، وكانوا من أوائل الرواد ممن تركوا بصماتهم في إنجازات ما زالت تذكر، وفي هذه المقالة يشرفني أن أسلط الضوء على أحد المهندسين الٱوائل في الهيئة الملكية للجبيل الذي كان له دور كبير في المساهمة بتأسيس وبناء مدينة الجبيل الصناعية، وهو المهندس جاسم بن عامر الحجي أحد أبناء جزيرة دارين في المنطقة الشرقية، الذي حصل على بكالوريوس الهندسة المدنية التطبيقية من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن عام 1974م مع خبرة عملية تزيد عن الـ 40 عاما بدأها في شركة أرامكو مهندسا لصيانة الطرق لثلاث سنوات، ثم انتقل للهيئة الملكية بالجبيل في بدايات تأسيسها عام 1977، مارس فيها شغفه الهندسي، وتقلد خلال هذه الرحلة الجميلة كثيرا من الوظائف القيادية حتى توج بقيادتها لمدة أربع سنوات قبل تقاعده منها في عام 2009م. المهندس الحجي استطاع الالتحاق بالركب الأول من المهندسين السعوديين الٱوائل الذين عملوا مع عبقري المنطقة الشرقية في تلك الفترة الدكتور جميل الجشي الذي كان أول مدير عام للهيئة الملكية للجبيل الذي استطاع مع فريق عمله في بدايات تأسيس المدينة وضع خطة عامة، هي بمكانة دستور للمدينة، يقود خطط التنمية لمدينة الجبيل الصناعية، التي من أثرها ما نلمسه اليوم من تطور ورقي في هذه المدينة في شتى المجالات، ويعد المهندس الحجي عراب قطاع الشؤون الفنية في الهيئة الملكية بالجبيل التي تشمل القطاع الهندسي والإنشائي والبيئي، ومما يذكر له، ويشكر دعمه للمهندسين السعوديين الذين اُسْتُقْطِبوا للعمل معه في هذا المشروع العظيم الذي كان من نتاجه المئات من الكفاءات الهندسية السعودية التي تبوأت مراكز قيادية في الهيئة الملكية وغيرها من الجهات والمنظمات الحكومية والقطاع الخاص، وقد قد تمت الاستعانة في خبرته في مراجعة المخططات الهندسية لمدينة رأس الخير الصناعية في بداية إنشائها أثناء عمله كمستشار فني بعد تقاعده. عندما تأسس البرنامج الوطني لدعم إدارة المشروعات والتشغيل والصيانة في الجهات العامة من قبل حكومتنا الرشيدة قبل دمجه مع هيئة كفاءة الإنفاق والمشروعات الحكومية تمت الاستعانة به في مجلس إدارتها، وله كتاب تحت الطبع حاليا بعنوان الجبيل الصناعية نحو بناء مدن عصرية، يحكي فيه قصة إنشاء الجبيل الصناعية، ويشرح أهم عوامل نجاح الهيئة الملكية كما يراها التي ساعدت في تحقيق توجهات الدولة بتلك الفترة في تفعيل الصناعة كخيار استراتيجي لتنمية مستدامة، وهو برأيي كتاب مفيد جدا للمسؤولين والمخططين، خاصة وأن المملكة اليوم تُنشيء عددا من المدن الجديدة، وتعيد تطوير بعضها. ومثل هذه الخبرات هي كنوز فنية، يُمكن الاستعانة بها والاستفادة من خبراتها في الاستشارات الفنية بمشاريع الدولة، خاصة في المنطقة الشرقية. @dhfeeri