على مدى ٤٠ عاما عملت في قطاع حكومي خدمي ومر علي أكثر من عشرة مدراء عامون و كل مدير وله ميزته و لكن للحقيقة و للأمانة لم أجد مديرا عاما مميزا بأكثر من ميزة مثل المدير العام الذي عملت معه بالتعاقد بعد إحالتي للتقاعد من عملي السابق و لمدة ثلاث سنوات فقط ومن حسن حظي أنني باشرت عملي في هذا القطاع في اليوم الذي باشر فيه هذا المدير العام المميز الذي كان مختلفا عن كل من عاشرتهم من مدراء. فعند دخولي لمبنى هذه الإدارة لأول مرة في الصباح الباكر لمباشرة عملي وجدت جمعا من منسوبي القطاع متجمهرين في بهو مدخل الإدارة ورجل لا أكاد أميزه من بينهم بلباسه العادي دون أن يرتدي بشتا أو عقالا كعادة المدراء خاصة وهو يداوم لأول مرة في الإدارة أتى من أقصى شمال المملكة ولولا أنني عرفته بقوله أعتبروني واحدا منكم أن أخطأت فصححوا لي خطأي وأن قصرت في واجبي فبينوا لي سبب تقصيري. وهنا همست في أذن أحد الموظفين من هذا فقال لي أنه مديرنا العام الجديد الشيخ علي بن سالم العبدلي مدير عام فرع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بمنطقة مكة المكرمة والذي كان يعمل مديرا عاما لفرع منطقة الجوف. وهنا أذهلني تواضع هذا المسؤول مع موظفيه ولم يأت بقوة كعادة المدراء العامون عندما يباشرون أعمالهم ليحسب له الموظفون ألف حساب نظرا لقوته وحدته. وهكذا كل يوم يزداد إعجابي بهذا المسؤول وإجادته لفن الإدارة وكيف تمكن من جمع الموظفين من حوله ووقوفهم إلى جانبه ومحاولة كل واحد منهم أن يكون عند حسن الظن به لما يجدونه منه من دعم ومساندة وتشجيع ومن محاسن هذا المدير العام أن الجميع ألتفوا من حوله ويعملون كفريق واحد حتى حقق الفرع طيلة إدارته له على المركز الأول في مستوى الأول من خلال الإنجازات التي تحققت على مستوى فروع الوزارة من بين مناطق المملكة ال١٣ منطقة. ومن مبادراته الجيدة فوز الفرع بجائزة إمارة منطقة مكة المكرمة كأفضل إدارة مميزة على مستوى المنطقة وكذلك من مبادرات الفرع مشاركته بزيارة الجنود المرابطين على الحد الجنوبي في المملكة ودعمهم وتشجيعهم وتقديم الهدايا التذكارية والرمزية لهم. ومن مبادراته لتحفيز الموظفين اختيار يوم مفتوح لهم لقضاء يوم ترفيهي لممارسة هواياتهم كالرياضة بأنواعها والقيام برحلة بحرية جماعية لشاطئ البحر الأحمر بواسطة استئجار مركب بحري ويتخلل اليوم المفتوح إجراء ء مسابقات ثقافية وترفيهية وتخصيص جوائز للفائزين وكذلك إقامة حفل تكريمي للموظفين المتميزين وممن حصلوا على ترقيات في وظائفهم. خلاصة القول أن هذا المدير العام الشمالي كان مديرا عاما مميزا في كل أعماله ومبادراته مما جعلني أكتب هذه السطور المتواضعة إعجابا بهذا المسؤول وأشكر الله عزوجل أن وفقني أن أختم حياتي الوظيفية في العمل الحكومي أن أعمل معه وأسأل الله له التوفيق في كل ما يسند إليه من أعمال وأن يجزيه خير الجزاء عما قدم من أعمال صالحة. هذا والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل. للتواصل مع الكاتب ٠٥٠٥٥١٧٨٧٣ الشيخ – علي بن سالم العبدلي