«اثنينية الذييب» باتت من أشهر الصالونات الثقافية في مدينة الرياض والتي تتميز بالاستمرارية وجدولة الأنشطة بشكل مستدام إضافة الى التواصل النوعي مع روادها والاختيار الدقيق للمحاضرين فيها، كما تتميز هذه الاثنينية بالحضور الإعلامي من خلال قنوات التواصل الاجتماعي، وقد استضافت حتى الآن أكثر من ( 211 ) أمسية تنوعت موضوعاتها في سبيل تحقيق أهدافها الرئيسة لتساهم هذه الاثنينية المباركة تحت سماء الرياض مع مثيلاتها من الملتقيات والمجالس والصالونات الفكرية والأدبية السعودية في التعبير عن حيوية المجتمع السعودي وثرائه الفكري والثقافي في تعزيز منهج الحوار والتقارب الفكري بين الأجيال، والحفاظ على قيم وتقاليد وهوية المجتمع السعودي. مراحل التأسيس « إثنينية الذييب « بدأت فكرة قبل نحو خمسين عاما، حينما سكن الشيخ حمود بن عبدالله الذييب مدينة الرياض بعد أن انتقل إليها من محافظة الزلفي، مسقط رأسه، و فيها التقى العديد من الأصدقاء والمعارف من المحافظة نفسها الذين سبقوه للاستقرار في العاصمة و خلال هذه الفترة القصيرة تمكن مؤسس الاثنينية من تكوين علاقات جيدة مع شخصيات من الرياض في محيط عمله ومساره الاجتماعي، وكان يحرص على الالتقاء بهذه الصحبة نهاية كل أسبوع لقضاء أوقات ممتعة تتخللها نقاشات و طرح لموضوعات و تجاذب أطراف الحديث، وقد مرت الاثنينية بثلاث مراحل: الأولى يمكن تسميتها ( مرحلة التأسيس)، وكانت قبل ما يقارب الخمسين عاما، وبالتحديد عام 1396هـ و كانت عبارة عن جمع من الصحبة والمعارف في مجلس مؤسسها نهاية كل أسبوع، و المرحلة الثانية حينما شهدت هذه اللقاءات نوعا من الاستقرار والتنوع وانتظم عقدها كل يوم خميس مع تحديد موضوع بعينه للنقاش في كل أمسية، وتأتي المرحلة الثالثة ثمرة للمرحلتين الأوليين و كانت بدايتها 1433هـ و معها تحول الملتقى الى صالون ثقافي بكل معنى الكلمة وقد أطلق عليه اسم « الإثنينية « بعدما استقر يوم انعقادها على « الإثنين « من كل أسبوع بدلا من الخميس واتخذت شكلا مؤسسيا حينما شكل لها مجلس إدارة برئاسة صاحب المبادرة وعضوية أبنائه مع وجود فريق مختص يتولى إجراءات الترتيب و التوثيق الإعلامي و الدعم الفني. الصديق الدكتور عبدالله الرويشد صاحب فكرة وإعداد كتاب « اثنينية الذييب : تحت سماء الرياض « ، يقول : « وهكذا عرف الناس اثنينية الذييب و ارتادوا أمسياتها و شغفوا بمحتواها الثري والمتنوع وهو محتوى جاد بصناعة مشتركة من صاحب المبادرة و راعيها و من المحاضرين وهم نخبة من الشخصيات متنوعة الاختصاص و الاهتمام من المملكة وخارجها، والعنصر الثالث في صناعة هذا المحتوى فهم مقدمو الفقرات الفنية و الشعرية ومن يدلي بدلوه من أصحاب الرأي والمداخلات الذين زادوا من وهج المعرفة و التنوير قبل 50 عاما « أهداف الاثنينية اثنينية الذييب لها عشرة أهداف، منها : توفير منصة لمناقشة القضايا التي تهم المجتمع السعودي، تهيئة الفرصة لتلاقي مختلف أطياف المجتمع لتناول المعارف والأفكار، والمشاركة في إحياء تراث المملكة، الاحتفاء بقادة الفكر والرأي، وتقديم صورة حضارية للمملكة وإيجاد فرص تعارف بين أبرز شخصيات الوطن و بعض المفكرين و الأدباء والمثقفين في الدول العربية والأجنبية، التوعية بأبعاد رؤية 2030، المساهمة في تشكيل وعي اجتماعي بالمخاطر التي تهدد وعي المجتمع، إبراز دور أبناء المملكة في كافة المجالات و ترسيخ القيم و تعزيز الهوية الوطنية من خلال المشاركة النوعية في مناسبات و أيام الوطن. الكتاب التوثيقي الذي بين أيدينا ضمّ (211) أمسية من أمسيات الاثنينية مقسم إلى عدة مجالات: وطنية، أدب، أعلام ، اقتصاد و استثمار، أمن اجتماعي ،علاقات إنسانية ،تأريخ و تراث ،تحول رقمي ،تعليم و تربية ،تنمية بشرية ،جغرافيا، خدمات عامة، دينية و شؤون إسلامية ،رياضة و صحة جسدية، حماية البيئة ، طب وصحة نفسية ، علم الإدارة و القيادة، قانون وقضاء. قالوا عن الاثنينية الأستاذ حمد القاضي عضو مجلس الشورى سابقا والكاتب بهذه الصحيفة: «.. ويعتبر منتدى الشيخ حمود بن عبدالله الذييب الشهير باسم (اثنينية الذييب) من المنتديات المتميزة بالرياض حيث تحاضر فيه قامات علمية و ثقافية و اجتماعية بارزة « الدكتور عبد الله الحيدري أستاذ الأدب بكلية اللغة العربية سابقا والباحث المعروف: «.. ومن المنتديات الفاعلة والمنتظمة في مدينة الرياض (اثنينية الذييب) بحي الغدير، التي أسسها و أشرف عليها و يحضر فعالياتها رجل الأعمال المعروف الشيخ حمود الذييب الذي أولى هذا الصالون الثقافي اهتماما كبيرا من حيث التنظيم و نوعية المحاضرين و آلية تنفيذ الفعالية و تقديمها « المستشار عبدالعزيز الحسين: « .. تعتبر من المحاضن الثقافية المهمة والتي تؤثر في رفع مستوى الوعي الثقافي في المجتمع وذلك عن طريق التنوع في المواضيع التي تهتم بنشر الوسطية واللحمة الوطنية وتحفيز الشباب « الدكتور زياد الدريس أمين عام مركز عبد الله بن إدريس الثقافي: «.. تؤدي الصالونات الثقافية في المدن العربية دور الرافد المجتمعي لجهود تنمية الثقافة واشاعتها بين أطياف المجتمع، ولذا يمكن اعتبار (الصالونات) إحدى مؤسسات الثقافة غير الحكومية، ويعتبر (صالون حمود الذييب) بمدينة الرياض أحد أبرز هذه الأذرع الثقافية « وأخيراً اثنينية الذييب لها موقع محدد بحي الغدير، ولها حساباتها الخاصة في وسائل التواصل الاجتماعي ومعرض رقمي لصور فعالياتها عبر مواسمها الماضية، وهذا يمنحها « فرصة « الحضور والتواصل مع جيل الشباب مما يسهل عليها إيصال رسالتها الثقافية لكافة شرائح المجتمع بشكل مستدام، للمساهمة في بناء جيل الرؤية فكريا وثقافيا.