إن رؤيته حين كان أميراً للرياض -يحفظه الله-، هي التي مهدت الطريق لجيل اليوم لكي يصل بنا إلى إبداعات في الحلول العمرانية المنبثقة من ترسيخ مفاهيمنا الثقافية الضاربة في جذور التاريخ، هذا المعرض كذلك قدم إيضاحات لأهم مفاهيم الميثاق وعرضاً للمشاريع القائمة القصيرة والمشاريع الفائزة.. في مملكتنا الحبيبة، وعلى امتداد مساحتها الجغرافية وتعايشها السكاني، وكما تتنوع الثقافات ومصادر الحضارات القديمة والتغيرات البيئية، وتتعدد اللهجات وتتداخل أحداث التاريخ، فإن التنوع العمراني وتطوره عبر آلاف السنين التي مرت فيها جغرافيا مملكتنا الحبيبة، إنما هو تنوع لا بد والوقوف عليه ودراسته وتصنيفه، لضمان ديمومته واستمراره كموروث أصيل في حضارتنا السعودية، موروث أصيل يواكب تطورات العصر ومراحل النمو التي نعيشها اليوم، ومقبلون عليها غداً، إضافة إلى إيجاد جيل من الشباب السعودي، المتأثر بأصالة موروثه العمراني، يستطيع أن يقدم إبداعات عمرانية جديدة يخلدها التاريخ كما خلد ما سبقها. من واقع هذا الأمر وأهميته الكبرى في ضرورة الاهتمام في الفن المعماري السعودي التاريخي، أتت جائزة ميثاق الملك سلمان العمراني، هذه الجائزة في نسختها الأولى بتنظيم من هيئة فنون العمارة والتصميم، وبرعاية ملكية سامية من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وبحضور معالي وزير التعليم تمت إقامة حفل ختامي لهذه الجائزة، والتي هي أساساً تأتي ضمن جهود الهيئة في بناء إستراتيجية وطنية تعمل على ترسيخ الإرث والأصالة العمرانية المستندة حقيقة على التنوع في الموروث الثقافي والبيئي في المملكة، والتي تستلهم الماضي بأصالته ليندمج مع الحاضر بتطوره، ولكي تنتج عملية محاكاة المستقبل وكيفية إثراء الفن العمراني في التصاميم القادمة التي ستنبثق عن المشاريع التي تبنت أهداف وأسس الميثاق. ومن ضمن فعاليات الحفل الختامي، كانت لفتة جميلة جداً، وهي معرض يوثق الدور المهم لإدارة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله-، إبان توليه إمارة الرياض، وكيف كانت ومازالت رؤيته لأهمية الارتباط بالعمق التاريخي والافتخار بخصوصية الهوية الوطنية في السعودية، ومميزات وخصوصية هذه الهوية، وكيف أن رؤيته حين كان أميراً للرياض -يحفظه الله-، هي التي مهدت الطريق لجيل اليوم لكي يصل بنا إلى إبداعات في الحلول العمرانية المنبثقة من ترسيخ مفاهيمنا الثقافية الضاربة في جذور التاريخ، هذا المعرض كذلك قدم إيضاحات لأهم مفاهيم الميثاق وعرضاً للمشاريع القائمة القصيرة والمشاريع الفائزة في مراحل الجائزة. تم في الحفل والفعاليات المصاحبة له، تقديم نبذة توضيحية عن أهم المشاريع المتنوعة التي تم ويتم تنفيذها في مختلف مدن وإمارات المملكة، حيث كان للجنة التحكيم المسؤولة عن الجائزة تحديد تسعة مشاريع ليتم تكريمها وتصنيفها، وذلك على مدار ثمانية أشهر، هذه الأشهر مرت بمراحل أربعة، والتي بدأت بالمشاركة والتسجيل ثم الفرز والتقييم، وفقاً لمعايير وشروط معلنة مسبقاً، ثم مرحلة التقييم الفني من قِبل مختصين محليين ودوليين للمشاريع، وأخيراً مرحلة الترشيح والتحكيم للمشاركات المؤهَّلة من خلال لجنة تحكيم مكونة من عدد من الخبراء في مجال العمارة والتصميم وذلك لتحديد المشاريع الفائزة. وتم إعلان أسماء الفائزين بالجائزة، وذلك وفق تنظيم محدد تم على ثلاثة مسارات، وهي: - مسار المشاريع غير المبنية، فكانت الجائزة من نصيب مشروع المسار الرياضي في مدينة الرياض، ومشروع محراب والذي يخدم جميع مناطق المملكة من خلال إنشاء أماكن للصلاة على طرق السفر. - مسار مشاريع طلاب الجامعات، وحقق الفوز فيها الطالب عبدالعزيز بن غانم آل طالب من جامعة الملك سعود بتصميمه المُقترح لمشروع مجمع الملك سلمان للغة العربية، والطالبة سديم الجبرين من جامعة شيفيلد ببريطانيا بتصميمها المُقترح لمشروع الحي المعاصر. - مسار المشاريع المبنية، كانت الجائزة من نصيب خمسة مشاريع: مشروع مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) في مدينة الظهران، مشروع منتجع بانيان تري في محافظة العلا، مشروع دار الرحمانية في محافظة الغاط، مشروع الجامع الكبير في كافد بمدينة الرياض، ومشروع برج الابتكار لمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بمدينة الرياض.