يعاني الكثير إن لم يكن الكل من كثرة التحويلات في الطرق بسبب إعادة ترميمها وسفلتتها ، وبحكم تواجدي بالمنطقة الشرقية أنا أعاني بشكل مستمر من هذه التحويلات ، وإغلاق الطرق بشكل مستمر خاصة بالطرق السريعة ومداخل المدن والمحافظات والكباري والجسور . هناك حقيقة واضحة وهي أن هذه العملية مصدرًا لمتاعب الكثير من الناس خصوصًا عندما تكون هذه العمليات طويلة الأمد أو غير منظمة بشكل جيد .. ولنكن منطقيين ومهنيين في الطرح لابد أن نشير إلى أن هناك جهود تبذلها إدارة الطرق والجهات المعنية لوضع هذه التحويلات من أجل تقديم خدمة جيدة المستفيد منها هم مرتادي الطرق ، ولكن للأسف تنقلب هذه النية الطيبة إلى نقمة على المستفيدين من تلك الخدمات لعدة أسباب منها : التأخير في التنفيذ حيث قد تستمر أعمال الترميم لفترات أطول من المخطط لها مما يزيد من الشعور بالإحباط وعدم الرضا من الكثير وهذا مايحدث في بعض تلك الأعمال وليس جميعها . هناك تحويلات وترميم طرق يدار باحترافية وجودة عالية ، ولكن في المقابل هناك عمل يُنفذ للأسف بشكل غير جيد في بعض الطرق ويبدو ذلك واضحًا في شكل الطريق بعد تسليمه ، وكذلك ظهور تشققات وحفر فيه بعد أشهر من تسليمه ، وبدون شك يعود المقاول لترقيع الطريق بشكل عشوائي ، وكذلك نشهد بعد سنوات قليلة العودة للترميم للطريق من جديد وهذا أمر مرهق جدًا لجهود الجهات المختصة والتزاماتها وكذلك مرهق لمرتادي الطرق خاصةً وأن هذه التحويلات تسبب الحوادث والزحمة والانتظار في بعضها لأكثر من ساعة ومرتادي طريق الجبيل الدمام وبالعكس يعرفون هذه المعاناة خاصةً أوقات الذهاب والعودة للعمل . يعلم البعض أن التحويلات خاصةً داخل المدن والمحافظات ، وكثرة ترميم الطرق والأحياء قد تكون ناتجة عن عدة أسباب منها : التوسع العمراني حيث مع تزايد عدد السكان وتوسع المدن تحتاج البنية التحتية إلى التطوير لمواكبة هذه التغيرات ، وهذا يتطلب ترميم الطرق وتوسيعها أو تحديثها لتتناسب مع الحركة المرورية المتزايدة. وكذلك بسبب عوامل مثل الطقس والتغيرات المناخية تتعرض الطرق للتآكل مع مرور الوقت مما يستدعي ترميمها بشكل دوري لضمان سلامة المستخدمين ، وكذلك الضغط المروري ، فالزيادة في عدد المركبات على الطرق يمكن أن تؤدي إلى تآكل سريع للطرق وتسبب في حدوث تلفيات تحتاج إلى إصلاح مستمر خاصةً مع استخدام الشاحنات للطرق . وهناك مشاريع البنية التحتية حيث أحيانًا تكون هناك حاجة إلى تعديل أو استبدال خطوط المرافق العامة مثل المياه، الصرف الصحي، أو الكهرباء التي تمر تحت الطرق، مما يستدعي حفرها وإعادة ترميمها. هذه بعض المحمودة والتي كما ذكرت هي في صالح المستفيدين من الخدمات ، ولكن الغير محمود هو التنفيذ السيء والسلبي لهذه المشاريع حيث في بعض الحالات قد يكون سبب كثرة الترميم هو عدم جودة تنفيذ المشاريع في البداية، مما يؤدي إلى الحاجة لترميمها بشكل متكرر وكذلك الافتقار إلى الصيانة الدورية . وختامًا .. نثمن دور الأمانات والطرق والبلديات على جهودهم ، ولكن رسالة عبر هذا المقال الذي رغبت طرحه بعد معاناة شخصية ، وكذلك مايدور في المجالس من تذمر المواطن والمقيم من هذه التحويلات آملا أن يكون تحديد وتفعيل لآليات تسليم المشاريع للمقاولين بشروط صارمة ، وأن لايتم استلام المشاريع بعد التنفيذ إلا بعد التأكد من كفاءتها ؛ لأنه للأسف هناك طرق سُلِّمَتْ وهي رديئة بينما بعض الطرق سُلِّمَتْ بجودة وتنفيذ بكفاءة عالية فما هو الفرق بين الحالتين ؟