عمتنا النخلة وشعارنا الجميل الشامخ والشجرة الطيبة المباركة شجرة الحياة المعمرة صديقة البيئة التي لا يسقط ورقها، ولها طلع نضيد طيب وحلو بأصناف مختلفة للغذاء المتكامل. وفي هذه الأيام الصيفية الحارة والتي تسمى وتعرف عند المزارعين (بطباخ الرطب واللون)، بدأ إنتاجها في النزول للأسواق بكميات كثيرة وبانتاج وافر ولله الحمد وليس غريبا مثل هذا الإنتاج فهي تجد اهتماما في موطنها الأساسي المملكة العربية السعودية لأنها غذاء متكامل وأحد مستهدفات رؤية (2030) وروافد تنوع الإنتاج الزراعي لتنمية مستدامة. لذلك تجاوز عدد النخيل 34 مليون نخلة تمثل أكثر من ثلاثمائة صنف وبإنتاج تجاوز ( 1.6) مليون طن سنويا محققة المركز الأول عالميا في الصادرات حيث تصدر إلى (111) دولة ولله الحمد ولم ولن يتحقق ذلك إلا بالدعم اللا محدود الذي يتلقاه المزارعون من قيادتنا (حفظها الله).. ومع هذا الإنتاج الكبير وانتشار النخلة في جميع المناطق هناك أشعار وبرتوكولات تقال عند نزول الرطب وجنيه. فمثلا يردد المزارعون والعمال قديما عند جني المحصول أهازيج وشيلات شعرية للاستئناس بها ومنها. (اللي يريد الرطب يجني المطاريف يجني المطاريف من راس الودية) والمطاريف الرطب الذي نصفه ناضج ونصفه الآخر بلح والوديّة هي النخلة الصغيرة. وهناك من يتمنى أن الصيف يستمر رغم حرارته حيث يردد.. (ليت صيف النخل يأخذ ثلاثين عام والبوارق تلاحق والعرف يزرعون لاتصيب العرب حمى ولاشي زكام والدفاتر تقطع خالصات الديون) ومما يردد من أهازيج أيضا هذه الكسرة الشعرية التي تقول: (شفت النخل لانحنى جذعه وأضحت قلوبه مهب الريح مثله فؤادي نشف نبعه حتى عروقه بُكت وتصيح) ولأن النخل في محافظة أملج يعانق البحر كما في شاطئ الدقم يقول الشاعر: (يا نخلة في الدقم حلوة طويلة طويلة الحوراء وأختها أفز منها) والأهازيج والبرتوكولات كثيرة، ولكن نختم بأن غداء من يجني المحصول يكون غالبا رطبا مع رز وعدس وحوت ناشف مع السمن البري.والشاهي الذي يطبخ على كرناف النخل.. وأخيراً الأهازيج والشيلات والأشعار والأغاني التي تصاحب جني محصول النخلة وخاصة في الساحل الغربي كثيرة ولعل هذا جزء مختصر منها. والله أعلى وأعلم..