يرتبط النجاح والإنجاز عادةً بالتقدم بالعمر واكتساب الخبرات العديدة، إلا أن قصص النجاح لم تعد حكرًا على كبار السن، فلقد شهدنا خلال الآونة الأخيرة خاصةً مع الثورة الرقمية ظهور رواد أعمال يافعين، الأمر الذي يجعل من الطموح محمودًا نظرًا لسهولة الوصول وتوفر الموارد غير المادية في المقام الأول والمادية عبر منصات الدعم المخصصة، وفي هذا السياق، لفتتني تجربة شاب يبلغ من العمر 19 عامًا يدعى (ع) أتى إلى الرياض من قرية بالقرب من محافظة الدوادمي للالتحاق بالجامعة، الجدير بالذكر أن الشاب يعمل في أحد مجالات البيع ويقضي أغلب يومه بين الدراسة والعمل، بواقع 16 ساعة خارج المنزل، ويطمح لدراسة الحقوق والعلوم السياسية، (ع) الشاب الطموح يتحدث اللغة الإنجليزية بطلاقة، إذ تعتبر اللغة أولى خطوات سلم الوصول إلى الوظائف وإحدى أهم معايير المفاضلة في المنح والدراسة، وعن طريقة اكتسابه للغة الأجنبية توجهت له بسؤال: «هل تعلمت اللغة خارج المملكة؟» فرد قائلًا «لم أقم بترك الدوادمي يومًا!» ما عدا هذه الفترة للالتحاق بالجامعة، فهنا كان موطن الذهول، باعتبار أن مخارج الحروف صحيحة وتنم عن تمكّن، حيث أخبرني أن شقيقته كانت مصدر إلهامه في رحلته لتعلم اللغة منذ نعومة أظافره، عندما كانت تقرأ الكتب الإنجليزية آنذاك مما وجّه انتباهه إلى تواجد لغات أخرى غير العربية، ومن هذا الإطار بدأ بنهج «اقرأ لتكتب، واسمع لتتحدث» وبفضل الله توصل إلى المستوى الرفيع الذي يمتلكه اليوم، قد يكون مجرد شاب وطالب في مقتبل العمر وبداية الطريق، إلا أنني أراه ناجحًا قيد الإنشاء، فالنجاح حالة وأسلوب حياة، ومن كان يمتلك السابق سيتمكن من تحقيق التميز في مختلف الأصعدة بإذن الله.