كتبت هذا المقال اليوم لأترككم تتجولون بين سطوره؛ لنلقي جميعًا الضوء على مدينة آن الأوان أن يبر بها أبناؤها .. تحتل ربع مساحة المملكة، وتحيط بها مجموعة من المدن إذ تحدها من الجهة الشمالية مدينة بقيق، ومن الجهة الشرقية يحيط بها كل من خليج سلوى والخليج العربي، ومن الجهة الجنوبية عمان، أما من الجهة الغربية فتأتي صحراء الدهناء، وتعتبر أكبر مدينة يحيط بها أشجار النخيل. "الأحساء"من أكبر الواحات في العالم ، وأكبر واحة في المملكة العربية السعودية، تبلغ مساحة مدينة الأحساء خمسمئة وأربعة وثلاثين ألفا كم² ؛ وبذلك تحتل ربع مساحة المملكة زراعةً ، وصناعةً، ومعالم سياحية. ثلاثة ملايين نخلة تحيط بالأحساء ساعد ذلك على إنشاء مصنع للتمور الذي ينتج كمية كبيرة من التمور تصل حوالي مئة ألف طن، أي نسبة 10 % من الإنتاج الكلي للملكة العربية السعودية، صناعة اعتمدت على استخراج النفط من حقول وهبها الله لهذه الأرض المباركة، وتجارة متنوعة ومعالم سياحية أبرزها ميناء العقير وهو ميناء رئيسي لمدينة الأحساء وله أهمية كبيرة حيث إنه يربط بين المواقع الأثرية في المدينة والمباني القديمة. والآن من أبرز الأماكن السياحية حيث يضم شاطئًا يعد من الشواطئ الحديثة في المنطقة، ومن الشواطئ إلى الجبال الشاهقة حيث جبل القارة الذي يعد من أبزر المناطق السياحية وأكثرها استقطابا للسياح، كما يحمل هذا الجبل الغريب اسم القرية نفسها التي يوجد بها، ويتميز بوجود الكهوف ذات الجو البارد صيف والدافئة خلال فصل الشتاء وصخورها غير العادية، ذات الأشكال الغريبة والمتداخلة بشكل فريد. في عام 2019، قرر المجلس الوزاري العربي للسياحة اختيار مدينة الأحساء عاصمة للسياحة العربية لعام 2019، إذ استوفت كافة الشروط المرجعية التي أعدتها المنظمة العربية للسياحة. واليوم وبفضل الله ثم القيادة الرشيدة التي أولت الأحساء جل اهتمامها وسعت لتطويرها شهد مطار الأحساء أكبر توسعة في تاريخ المطار، هذا المشروع الحيوي الذي يهدف إلى خدمة المسافرين من وإلى محافظة الأحساء، وينعكس إيجابيا على مستهدفات تنموية وحيوية من أبرزها تعزيز الحركة الجوية في المنطقة واستيعاب الطلب المتزايد في الجانب السياحي. هذا وإن مطار الأحساء الدولي يحظى اليوم بإمكانات هائلة حيث تم تجهيز المطار بصالتين دوليتين بمساحة إجمالية 2660 مترا مربعا مشمولة بميزانين، بالإضافة إلى 10 بوابات للمغادرة والقدوم الداخلي والدولي، وتجاوزت المساحات الإجمالية للمشروع 58 ألف متر مربع من تطوير وتوسعة، كما اشتملت أعمال التطوير على توسعة صالات المسافرين. وإن المتابع للمشهد ولحركة التطور السريع في الأحساء من قبل هيئة التطوير يلحظ أن الهيئة تعمل على تعزيز الاستفادة من الإمكانات الكبيرة التي تتميز بها المحافظة، وتنمية المكونات الطبيعية والسياحية والتراثية والثقافية التي تزخر بها، والمساهمة في إيجاد بيئة تنموية متوازنة ومستدامة، تدعم اقتصاد المحافظة، وتعزز التطوير والتحديث والتنوع.