فقدت منطقة تبوك أحد رجالاتها الكرام الكبار إحدى الشخصيات التي عرفتها المنطقة وذاع صيتها أرجاء الوطن لموقفها الشهم في مواقف تسجل للرجال الكرام أصحاب الإيثار أنه الشيخ سليمان بن زعل الرويعيات العطوي (أبو نايف ) الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى صبيحة يوم الجمعة ١٤٤٥/٧/٢١ هـ*بعد معاناة مع المرض . كانت قصة ابو نايف رحمه الله في عهد الملك فيصل رحمه الله عندما صدر حكم بقتل شخص ارتكب جريمة قتل في محافظة حقل في ذلك الزمن وهيأ الله سليمان بن زعل الرويعيات أن يلتقي والد المقتول ليلة موعد التنفيذ ويحدثه بالعفو عن القاتل صالح الشهراني الذي وجه الملك فيصل رحمه الله بتنفيذ القتل فيه في نفس المكان الذي حدثت فيه قضية القتل بعد رفض والد المقتول التنازل وتحدث معه ورفض والد المقتول وقال له كيف تتجرأ أن تطلب مني التنازل والملك فيصل طلبني ورفضت وبعد جدل طويل طلب والد المقتول طلب غريب يريد أن ينهي الجدل وأن يطلب المستحيل حتى ينهي الحاحه وكان طلبه أن يكون له ابن بدلا من ابنه المقتول فقال سليمان بن زعل رحمه الله (عندي ولدين واحد عمره ثلاثة أعوام ونصف والآخر لازال رضيعا اختر منهما ماشىئت فاختار الأبن الأكبر وتم الذهاب للمحكمة للتنازل أمام القاضي حيث تم تدوين ذلك ليتراجع والد المقتول ويطلب مبلغ مالي كبير ثلاثمائة ألف ريال وتعتبر في ذلك الزمن عن عشرات الملايين في هذا الزمن وكان هذا الطلب نتيجة تنازل أب المقتول عن صك تنازل سليمان بن زعل عن ابنه نايف واكتفى بهذا المبلغ حيث هيأ الله لـ سليمان بن زعل أهل الخير وتم جمع المبلغ وتسليمه لوالد المقتول وإطلاق سراح الشهراني وعودته لأهله وكان رحمه الله يرفض الحديث عن هذه القصة حتى مع أقاربه لأنه مافعله كان عمل ابتغى فيه الله واضطر في السنوات الأخيرة الحديث عنها بعد أن ذكر بعض الرواة قصته وطالها التحريف ليوضح حقيقتها بعد إلحاح من المقربين له حيث كان يتجنب الحديث عنها . وهنا أستذكر موقفه مع رفقائه من ملاك الهجن في أحد السباقات في محافظة الطائف قبل أكثر من ثلاثون عاما حيث حققت إحدى هجنه المشاركة في السباق المركز الأول و تم بيع الجمل بقيمة ٨٠٠ ألف ريال وكان هو الوحيد من المشاركين من رفقائه الذي حقق الفوز وباع بهذا الثمن الذي قام بتقسيمه على زملائه الذين لم يحالفهم الحظ في الفوز أو البيع وهذا من أعلى درجات الإيثار. كما عرف عنه إصلاح ذات البين وعرفه سكان مركز بئر بن هرماس حيث كان مقر سكنه الدائم بل أنهم كانوا يقصدونه حتى في الخلافات الزوجية ويسعى في حلها وكنا نجده في مقار العزاء يذهب يواسي الآخرين حتى في مرضه في السنوات الأخيرة كان فاتح باب منزله الذي أستقر فيه في تبوك وهو على فراش المرض يستقبل زواره ويشارك الجميع أفراحهم واتراحهم وهم على كرسيه المتحرك حتى قبل وفاته بأيام رحم الله ابو نايف وغفر له واسكنه الفردوس الأعلى من الجنة. عبدالرحمن محمد العطوي