ليس هناك أشد قسوةً وألماً على الشخص، مِن أن يسمع نبأ وفاةِ أخ أو صديقٍ أو زميل له في القلب مكانه خاصة، فقد رحل عنا الأخ والزميل والحبيب أحمد بن محسن الحازمي ولن نراه مرة ثانية، وهذا هو حال الدنيا، كلنا راحلون، ففي مواعيد القدر ومشيئة الله لا نملك سوى أن نرفع الأكف إلى السماء لندعو لمن اختاره الباري ليكون إلى جواره، بالأمس رحل عن هذه الدنيا أخي وزميلي وحبيب قلبي الخلوق "أبا محمد" حبيب الكل، صاحب الإبتسامة والخلق الرفيع، رحل الرجل الهادئ الطبع، فقد ودعنا بهدوء وترك لنا محبته وألم فقده. إنني شخصيًا، لا أجد كلمات توفي فقيد "آل الحازمي" وكل أهالي محافظة ضمد بل ومنطقة جازان حقه من التكريم الذي يجدر أن يليق به ميتاً، وهو الذي أوجد بغيابه، هذا الحزن الذي يشع في الوجوه، فقد رأيت في عيون أهله وأقاربه وزملائه وكل محبيه صغيرهم وكبيرهم الدموع تكاد تتحجر في عيونهم من الأسى والحزن على رحيله أثناء مواراته إلى مثواه الأخير لكن لا راد لقضاء الله وقدره إلا أنّه سيظل الأقسى والأفجَع والأشد ألماً على النفس. لأنه الحقيقة الوحيدة في الحياة والأقسي وجعًا على النفس، مع ايماننا أننا لا نبكي الميت، على ذهابه عنا ولكن لبقائنا بدونه، نعم بقائنا بدون "أبا محمد" الذي فُجع برحيله الصغير قبل الكبير فبرحيله ترك القلوب تبكيه قبل العيون. وهنا ماذا عساني أن أقول في سطور بسيطة محاولًا أن أرضى بهذه الكلمات ضميري تجاه إنسان عرفته عن قرب منذ ما يزيد عن ثلاث عقود، فكل كلمات الرثاء صعبة، وكل كلمات النعي متحجرة، ومن الصعب أن ينعى عزيزًا، ومن المؤلم جدًا، أن يجد المرء نفسه يسكب الدموع أو الكلمات لترثي قلبًا بحجم قلب وطيبة ونقاء وإخلاص، أخي وزميلي "أبا محمد" رحمه الله تعالى. لقد رحل عنّا الأخ والزميل الطيب، والرجل الصادق في التعامل، وصاحب الروح والابتسامة الجميلة، وصاحب السلوك البسيط والرجل الخدوم، وصديق الجميع، رحل عنوان الروح المرحة والبساطة، والسَّهل الذي لا يمكن تقليدُه أو مضاهاته، رحل صاحب الإبتسامة التي لاتفارق محياه، رحل من كان حسن التعامل مع الآخرين، رحل من كان كريم الخصال والسجايا، رحل من كان متواضعًا. رحل "أبا محمد" الذي كان يسعد الناس بروحه المرحه الرائعة وشخصيته المحبوبة، وقلبه الطيب، رحل عنا "أبا محمد" وكل ضمد وجازان تبكيه، رحمك الله "يا أبا محمد" وأسكنك الفردوس الأعلى من الجنة، وألهم أهلك وذويك وكل محبيك الصبر والسلوان يافقيد الجميع وإنا لله وإنا إليه راجعون.