أضحت العلا محطّ أنظار العالم بشكل عام، والمختصين بشكل خاص بعد الزيارات المتكرَّرة لسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ــ يحفظه الله ـــ واستقباله زعماء العالم على أرضها وانبهارهم من الطبيعة الخلابة لاحتضانها عددًا كبيراً من البساتين والمساحات الخضراء، والمباني الطينية القديمة، إلى جانب المناظر الطبيعية ساحرة المعالم، والتي تعكس جمال وملامح التراث في المنطقة، ويمكن الاستمتاع بمشاهدة أشجار نخيل التمر العالية، وكذلك تجربة الاسترخاء على الأراجيح تحت ظلالها، وتعتمد على أسلوب الزراعة المستدامة جنبًا إلى جنب مع بعض المسارات المتعرجة المثالية للمشي، ومجموعة رائعة من المقاهي والمطاعم التي توفر للزائرين أجواء من الراحة والاستجمام، والتمتع بالآثار التاريخية الموغلة في القدم والتي تضم بين جنباتها آثار قوم ثمود ومدائن صالح والحجر، وتسعى المملكة من خلال هذا الاهتمام الكبير بها من القيادة الحكيمة لتصبح أهم مزار في الشرق الأوسط، فهي أول موقع سعودي تضمه منظمة اليونسكو الى قائمة التراث العالمي، وأحد أهم مواقع التراث الثقافي والحضاري عبر التاريخ الإنساني، وازداد الاهتمام بمنطقة العلا وتم تسليط الضوء عليها أكثر وأكثر بعد صدور الأمر الملكي الكريم بإنشاء هيئة ملكية للعلا برئاسة سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وبذلك تم وضع الخطط المستقبلية والاستراتيجية لتطويرها وتنميتها، وتوظيف إمكاناتها الطبيعية والتراثية سياحياً فهي عروس الجبال ومهد الحضارات لذا فإن تطوير هذه المنطقة التاريخية يصب في مصلحة الوطن الاقتصادية والثقافية الحضارية والتاريخية تماشيًا مع الرؤية الطموحة 2030 ـ فالعلا تحتفظ على أرضها بأسرار 200 ألف عام من التاريخ الإنساني فما تؤكده الشواهد الطبيعية أن المنطقة كانت منذ القدم موطناً للاستقرار البشري ومهداً لحضارات ازدهرت، وكانت طريقاً تجارياً ما بين الشرق والغرب ومن أجل ذلك كانت قيادتنا الميمونة حريصةً بشدة على الاستفادة القصوى من هذه المواقع التراثية لتطويرها على نحو يتناسب مع قيمتها التاريخية، ومقوماتها الطبيعية فهي تقع على مفترق طرق تاريخي، وشهدت تواجد عدد من الحضارات، وتمازجاً وتبادلاً ثقافياً فيما بينها، كما كانت ممراً تجارياً لتجارة البخور ونبات المرة منذ الألفية الأولى قبل الميلادـ كما تحتضن محافظة العلا مناظر خلابة للصحراء، وتشكيلات صخرية متميزة، ومجموعة من المواقع الأثرية البارزة في منطقة الشرق الأوسط؛ مثل المواقع الخاصة بالحضارتين اللحيانية والنبطية خلال الألفية الأولى قبل الميلاد، وتُعَد “العلا” من عجائب العالم العربي القديم، وسُمّيت قديماً بـ “الحجرة”؛ حيث كانت تمثل العاصمة الجنوبية لمملكة الأنباط؛ بينما تمثل “بترا” العاصمة الشمالية، لذا فهي محطّ أنظار العالم وبصفة خاصة المهتمين بحفظ التراث والآثار، كما أنها لاتزال حتى اليوم واحة خضراء خصبة تسر الناظرين .