كان لابن ميمان مساهمات وطنية في إنجاز مشاريع نوعية في منطقة القصيم منها: جلب المكائن الزراعية، وإنشاء المدرسة العسكرية في الخبراء، وبناء المساجد، ودعم التعليم، ودور في العمل الخيري وخدمة المجتمع.. ذاكرة وطننا المملكة العربية السعودية حافلة بتجارب الرواد في مجالات مختلفة ومدن ومحافظات متعددة. تجارب توثق مسيرة وطن في التأسيس والوحدة وطريق التنمية. ومن حسن الحظ توثيق بعض هذه التجارب من قبل المهتمين والباحثين أو القريبين من أصحاب التجارب. ضمن تلك الوثائق كتاب جديد عن سيرة رائد من رواد الأعمال في المملكة في منطقة القصيم وتحديداً مدينة الخبراء في الفترة من 1324 - 1411هـ. الكتاب بعنوان (رائد الأعمال الإنسان، صالح بن عبدالرحمن الميمان) لمؤلفه الأستاذ عبدالعزيز بن عبدالرحمن الصويان. اخترت عنوان المقال (ابن ميمان) لأن المسميات الفخمة لم تكن مهمة في ذلك الزمن، البساطة هي السائدة في التواصل، يكفي أن تقول ابن ميمان فيعرف المتلقي من المقصود، فالأعمال والإنجازات تعرف بأصحابها. المؤلف عندما قرر إعداد هذا الكتاب كان السؤال الذي طرح عليه: من هو ابن ميمان، ولماذا تكتب عنه؟ إجابة المؤلف تقول: إن "ابن ميمان فارس من فرسان هذا الوطن المعطاء وعلم من أعلام القصيم، تعب وكافح واجتهد، وأبدع وأعطى.. والهدف الرئيس للكتاب هو تعريف الجيل الناشئ بابن ميمان، وبعض جوانب حياته الشخصية والعملية. وهو ما آمل أن يتحقق للقارئ الكريم عند إكماله قراءة الكتاب". وفي وصف الكتاب يقول المؤلف: "هذا الكتاب جزء من سيرة صالح بن عبدالرحمن الميمان رحمه الله وهو مبني بشكل أساسي على الوثائق التي لدي في أرشيف والدي عنه، حيث كان والدي وكيلاً لأعمال ابن ميمان في الخرج لأكثر من عشرين عاماً". ابن ميمان -حسب التعريف بالكتاب- عاصر توحيد المملكة على يد الملك عبدالعزيز آل سعود -طيب الله ثراه-، وساهم في بناء الإنسان وعمارة الأرض وشارك في إيجاد نهضة زراعية شاملة في منطقة القصيم في أواخر القرن الهجري الماضي. أحبه القريب والبعيد لما له من أيادٍ بيضاء وجهود في خدمة المجتمع. بدأ حياته في ظروف صعبة جداً ووفقه الله فأصبح من أبرز رجال الأعمال. من الأسباب أيضاً التي دعت المؤلف لتأليف هذا الكتاب كما جاء في المقدمة الذكر الطيب والسمعة الحسنة لابن ميمان على المستوى الشخصي والمستوى العملي، ووجود عدد من الوثائق المتعلقة بابن ميمان، وقلة ما كتب عنه مقارنة بما يستحقه بالنظر لما قدمه لوطنه ولمجتمعه. ومن الأسباب أيضاً أسباب شخصية حيث إن المؤلف ولد وعاش طفولته في مدينة الخرج وكان يسمع عن حارة ابن ميمان ومسجد ابن ميمان، إضافة إلى علاقة عمل وصداقة تجمع والد المؤلف مع ابن ميمان. يتضمن الكتاب خمسة فصول: الأول التعريف بالمكان، الثاني المسيرة، الثالث ابن ميمان الأب والمربي، الرابع العمل الخيري وخدمة المجتمع، الخامس ريادة الأعمال. يتميز الكتاب بدعمه بالوثائق، يقول الابن علي في تقديمه: "وظف المؤلف أرشيف والده الثري ورصد الكثير من المراسلات والصكوك والبيانات الحسابية وغيرها مما أعطى الكتاب درجات عالية من المصداقية تفوق العاطفة والعلاقات الشخصية". وتقول الابنة د. بدرية بنت صالح الميمان: "هذا الكتاب يمثل جزءاً من حياتنا وقطعة من قلوبنا ونموذجاً نسعى لنؤسس به سيرنا الذاتية بصيغتها التاريخية، ونقدمه هدية لأولادنا وأحفادنا ليروا من خلاله حقبة تاريخية لم يعرفوها، وأشخاصاً لم يروهم، وأخلاقاً مجسدة في قصص وتعاملات موثقة". كان لابن ميمان مساهمات وطنية في إنجاز مشاريع نوعية في منطقة القصيم منها: جلب المكائن الزراعية، وإنشاء المدرسة العسكرية في الخبراء، وبناء المساجد، ودعم التعليم، ودور في العمل الخيري وخدمة المجتمع. ويتضمن الكتاب تفاصيل عن هذه المساهمات، كما يتضمن في الفصل الخامس حديثاً عن صفات ابن ميمان كرائد أعمال ناجح، ودوره في مجال المسؤولية الاجتماعية، ونمطه القيادي في إدارة أعماله. كتاب فريد من نوعه ونافذة تاريخية واجتماعية وإدارية يطل منها القارئ على مرحلة من مسيرة الوطن ومسيرة أبناء الوطن حيث يستمر البناء والتنمية ولا يتوقف الطموح.