×
محافظة البدائع

تيسرت.. الكفاح حتى النجاح

صورة الخبر

كتاب للقارئ المتخصص ولكل القراء لأنه فعلاً سيرة حافلة بالتنوع بداية من طفولة يتيمة وحياة شاقة ثم مروراً بمسارات التعليم والعمل من دراسات ليلية، وعمل بالنهار، والتدريس، ومن البدائع إلى أميركا للحصول على شهادة الدكتوراة.. نقرأ لكم اليوم كتاباً قيماً بعنوان (تيسرت) لمؤلفه الدكتور صالح بن علي الهذلول، كتاب من كتب السيرة الذاتية التي تجمع بين المتعة والفائدة، هذا النوع من الكتب يحقق أهدافاً ثقافية واجتماعية وإدارية وإعلامية، ولا يعكس حياة المؤلفين فقط بل يقدم ملامح تاريخية واجتماعية عن المراحل التي مرت بها المملكة حتى وصلت إلى مكانتها المتميزة حالياً. ويمكن القول بالعودة إلى عنوان الكتاب إنها (تيسرت) للفرد والمجتمع، تيسرت بالإيمان والثقة بالله والعمل الجاد والصبر، وهذا ما يتعرف عليه القارئ عبر فصول الكتاب. يوضح المؤلف سبب اختياره (تيسرت) عنواناً لكتابه بأنه مشتق من آيات سورتي الانشراح والضحى، ويوضح أكثر فيقول (ولعل القارئ سيقدر مدى مناسبته إذ عشت يتيماً، وعشنا عوزاً وحاجة ويسر الله أمورنا، وكلما تعسر أمر في حياتي وضاقت بي الدنيا فتح الله باباً أفضل مما كنت أرغب أو آمل أو أتمنى). أما بالنسبة لعنوان هذا المقال فقد اخترت عنوان الكتاب وأضفت إليه عنوان أحد الفصول (الكفاح حتى النجاح) لأن سيرة المؤلف هي فعلاً سيرة كفاح ونجاح. الزميل الدكتور مشاري النعيم كان محقاً في وصفه لهذه السيرة كما جاء في مقال له بجريدة "الرياض" (تيسرت، سيرة المثابرة والإخلاص والتواضع لمعماري ومخطط وأكاديمي وقيادي كان حاضراً في جميع التحولات المهمة التي مرت على المدينة والعمارة السعودية خلال الأربعة عقود الأخيرة، إنها حكاية تشهد على مخاض التحول الذي مرت بالمملكة بشكل عام ونجد بشكل خاص، إنها حكاية تعبر عن الهمة العالية لصاحب السيرة الذي قدم من البدائع إلى الرياض يتيماً ومعدماً وتسلق درجات المجد ليترك وراءه أثراً عميقاً على أجيال كثيرة ستأتي من بعده وستتعلم من سيرته). كان المؤلف متردداً في كتابة سيرته اعتقاداً منه أنه لا يرى فيها ما يستحق الذكر وأن كل من عاشوا تلك الفترة (فترة الأربعينات والخمسينات والستينات الميلادية مروا بالظروف الصعبة نفسها).. الحمد لله أن هذا التردد انتهى وظفر القارئ بكتاب متميز حافل بالتفاصيل الاجتماعية والمهنية والتعليمية والإدارية، هو كتاب كما يقول المؤلف استعراض تاريخ قد يبدو شخصياً لكنه تاريخ بلد وتحولات زمان، ورغم أن كل من عاشوا تلك الفترة –كما قال المؤلف– مروا بالظروف الصعبة نفسها لكن الجيل الحالي ينتظر من يكتب عن الماضي –كما فعل الدكتور صالح- بوضوح بمكوناته المختلفة التي تشمل التعليم والحياة الاجتماعية، والقيادة الإدارية وأساليب العمل والإجراءات الإدارية، والمباني ووسائل النقل.. إلخ، كما يروي مواقف اجتماعية وإدارية ذات دلالة تقدم للقارئ الشاب وللمدارس والجامعات والمكتبات ومراكز الدراسات وثيقة لا تحكي نجاح فرد من المجتمع فقط وإنما هي ملحمة تاريخية نقلت وطننا العظيم المملكة العربية السعودية إلى مراحل متقدمة في المجتمع الإنساني بفضل الله ثم سياسة قيادات الوطن ذات النظرة البعيدة في الاستثمار في الإنسان. كتاب (تيسرت) يعكس تجربة متنوعة للمؤلف في التعليم والعمل والحياة الاجتماعية والعائلية، كتاب يتسم بالشفافية ويجمع بين العمق والبساطة والصراحة بما يعكس شخصية المؤلف التي نتعرف على ملامحها حين يصف أسلوبه في الإدارة بأنه لم يكن ينظر لزملائه العاملين معه كمرؤوسين، إنما يعمل كواحد منهم يعملون لهدف واحد هو بناء المؤسسة التخطيطية في المملكة وتحقيق الأهداف والخطة التي رسموها معاً كفريق عمل. كتاب للقارئ المتخصص ولكل القراء لأنه فعلاً سيرة حافلة بالتنوع بداية من طفولة يتيمة وحياة شاقة ثم مروراً بمسارات التعليم والعمل من دراسات ليلية، وعمل بالنهار، والتدريس، ومن البدائع إلى أميركا للحصول على شهادة الدكتوراة.. ولنا عودة لهذا الكتاب إن شاء الله..